[ سراج ]

"وما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا كدهه" مولانا المسيري .....| | | | |..... "عندما نعرف لماذا نعيش... سيكون من السهل أن نعرف كيف نعيش" نيتشه .....| | | | |..... "عندما تريد شيئا بإخلاص يتآزر العالم معك ليساعدك علي تحقيق ما تحلم به|" باولو كويهليو .....| | | | |..... "لا يهم من أين نبدأ... بل أين ننتهي" أستاذتي هبة .....| | | | |..... "الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء" هيلين كيلر .....| | | | |..... "المغامرات هي بـهجة الحياة" تشسترتون .....| | | | |..... "إن بهجة الحياة ليست شيئا آخر سوى احتمال تحقيق الحلم" كويهليو .....| | | | |..... "إذا ظننت أنك تقدر أو أنك لا تقدر... فأنت غالبا علي حق" هنري فورد .....| | | | |..... "ما دام الأمل طريقا فسنحياه، فإما وجدناه بأيدينا صنعناه" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "النور يخترق الظلام... أما الأمل فيخترق كل شيء" .....| | | | |..... "المنطلق... فؤاد سمق، وحلم سبق، ونسر يطير قد انطلق" عمرو أشرف .....| | | | |..... "لا تستسلم أبدا... من يمتلك الأمل يمتلك كل شيء!" .....| | | | |..... "ما دامت هناك حياة... فهناك أمل" .....| | | | |..... "ركز علي قدراتك بدلا من التفكير في القيود التي تحد من انطلاقاتك" .....| | | | |..... "فرحة واحدة تبدد مئات الأحزان!" كونفشيوس .....| | | | |..... "الذي يحيى بالثقة تحييه الثقة... والذي لا يبالي بالهم لا يبالي الهم به!" .....| | | | |..... "المؤمن الضعيف يتعلل بالقضاء والقدر... والمؤمن القوي هو قضاء الله وقدره في الأرض" محمد إقبال .....| | | | |..... "ما دمنا أحياء، تبقي عزائمنا تدفع عقارب ساعاتنا... لننطلق نحو المستقبل.ونسمو بأرواحنا نحو الآفاق... ننطلق بلا حدود!" عبد الرحمن منصور .....| | | | |..... "نحن نتعثر لكي ننهض، ونهزم في المعارك لكي نحرز نصرا أروع... تماما كما ننام لكي نصحو أكثر قوة ونشاطا" .....| | | | |..... "ليس هناك سبب للحب؛ الإنسان يحب لأنه يحب" كويهليو .....| | | | |..... "الحب نور من أنوار الله" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "الحب قوة تسمو بالإنسان، كما أن غيابها يدمره" كويهليو .....| | | | |..... "طالما أن الشجرة ليست يابسة، فإنها تستطيع الاستمتاع بالربيع" كولن .....| | | | |..... "ولقد شهدت جماله في ذاتي، حين صفت وانصقلت مرآتي" مولانا جلال الدين الرومي .....| | | | |..... "الراحمون يرحمهم الرحمن" النبي محمد .....| | | | |..... "لا تسيء تقدير قوة الأحلام وتأثير العزيمة الداخلية للإنسان... فكلنا سواء في أننا نملك بذور العظمة الكامنة في داخلنا" .....| | | | |..... "من المؤكد أنه لم يحدث أي شيء عظيم في هذه الدنيا، إلا إذا كان وراءه حماس عظيم" هيجل .....| | | | |..... "الأعمال العظيمة يتم آداؤها بالمثابرة، وليس بالقوة!" صامويل جونسون .....| | | | |..... "لتحقيق إنجازات عظيمة نحتاج لأمرين: خطة ووقت!" .....| | | | |..... "من عجائب الحياة أنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة، فإنك ستصل إليها" .....| | | | |..... "إذا أنت لم تزد شيئا علي الدنيا، كنت أنت زائدا عليها" الرافعي .....| | | | |..... "أينما كنت... افعل ما تستطيع، بما تملك" روزفلت .....| | | | |..... "إن نماء الأوطان ببناء الإنسان" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "سنهزم تحدياتنا بالحب" .....| | | | |..... "علي قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي علي قدر الكرام المكارم" .....| | | | |..... "ما هي الظروف؟ الإنسان هو الذي يصنع الظروف" نابليون .....| | | | |..... "إذا لم يستجب أحد لندائك... فلتسر وحدك!" طاغور .....| | | | |..... "الصعب، نفعله فورا... أما المستحيل، فربما قد يستغرق وقتا أطول" .....| | | | |..... "الطموح هو ما يجعل من الطفل رجلا، ومن الرجل عظيما، ومن العظيم أسطورة حية" عمرو أشرف .....| | | | |..... "إذا كنت ذا رأي، فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا... وإن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلا، فإن فساد العزم أن يتقيدا" .....| | | | |..... "الشدائد تصنع الرجال، والعافية تنمي الأفكار... فلا الرجال بلا أفكار يستمرون، ولا أفكار الرجال بلا عافية تبقى" .....| | | | |..... "الإجابة الوحيدة علي الهزيمة هي الانتصار" تشرشل .....| | | | |..... "عندما يفوز أي إنسان وتسمو روحه، يفوز العالم كله معه... وعندما يخسر، يخسر العالم كله معه" غاندي .....| | | | |..... "لا يوجد شيء جميل أو قبيح، ولكن التفكير فيه يجعله كذلك" .....| | | | |..... "فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" .....| | | | |..... "كل تحدٍ هو فرصة لا نهائية للنمو والسمو والعلو" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "ما دامت النية خالصة، وما دام العقل يفكر... فانطلق، ودع يد الله تعمل في الخفاء" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "أول الدروس: إخلاص النية، وصدق الطلب، ورجوع الافتقار" أستاذتي هبة .....| | | | |..... "من طلب ما يريدمن الله، فلن يبقى محروما" كولن .....| | | | |..... "عندما تنغلق في وجوهنا أبواب الأرض، سنظل نذكر أن للسماء أبوابا لا تضيق" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "الدعاء سحر يمنح الإرادة جناحين" كولن .....| | | | |..... "إن الإنسان يدعو الله كي تتحقق المعجزات... ولكن لابد أن يعمل علي تحقيقها" دراكر .....| | | | |..... "البر لا يَبلى، والحب لا يُنسى، والخير كالطاقة لا يتبدد... وإنما يتحول من صورة إلي أخرى" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "ابدأ وعينك علي النهاية" أستاذي أحمد محمد علي .....| | | | |..... "عندما تريد شيئا بإخلاص، يتآزر العالم كله ليساعدك علي تحقيق أحلامك" كويهليو .....| | | | |..... "تخيل أن الجميع مستنيرون إلا أنت" .....| | | | |..... "تواضع علي قدر علمك، بجهلك!" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "لا يزال المرء عالما ما طلب العلم... حتى إذا قال علمت، فقد جهل" .....| | | | |..... "إذا وصلوا إليه لم يرجعوا عنه أبدا... إنما رجع من رجع عن الطريق" .....| | | | |..... "الحقيقة بحث لا وصول"، فـ"الرحلة نفسها هي المنتهى" .....| | | | |..... "قد يتشكك الناس فيما تقوله... لكنهم سيصدقون حتما ما تفعله" .....| | | | |..... "عمل رجل في ألف رجل، خير من قول ألف رجل لرجل" .....| | | | |..... "أدركنا أناسا يراءون بما يعملون فصاروا الآن يراءون بما لا يعملون" .....| | | | |..... "ليس الطريق بمن سبق... إنما الطريق بمن صدق" .....| | | | |..... "في كل مجتمع هناك عمل يجب أن ينجز، وفي كل أمة هناك جراح يجب أن تداوى، ونفوس يجب أن تواسى، وفي كل قلب هناك قدرة علي فعل ذلك" .....| | | | |..... "إذا صح منك العزم أرشدت للحيل" .....| | | | |..... "الحياة تريد أن تختبرك قبل أن تعطيك كنزك الموعود" كويهليو .....| | | | |..... "الطريق يصنعه المشي" كويهليو .....| | | | |..... "قليل من الغرق لا يضر... بئست حياة الأمان التي لا تسر" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "ليست للحياة قيمة بدون حلم يستحق أن نناضل من أجله" .....| | | | |..... "إن بهجة الحياة ليست شيئا آخر غير احتمال تحقيق الحلم" كويهليو .....| | | | |..... "تنتهي القصص الخيالية دون غيرها بهذه الجملة: "ثم عاشوا في سعادة وهناء" دراكر .....| | | | |.....

30‏/10‏/2008

وحدك!






اُدخلْ ساح الروح

اجْلس في ركن وتمهل

حتى تسمع من يدعوك

بأقدس أسمائك

وأدِّنْ... وسبح... واخشعْ

****

حين تلامس كفك أعلى السحب

وتحطُّ على كتفك أطيار الوجد

أفصح عن أشواقك

وانظم شعراً وتَغَنَّ به

أو رتِّل وِِردك... لا تهجع



من قوس القدر انطلق السهم

فأصاب سويداء القلب العاشق

لكن لم يُدمه، بل أدماه البُعد

وأسال الدمع المُر

لكن بوقوع السهم... تذرَّع

****

فاضت من أوردة الوله بحار الصب

لكن فؤاد الواجد

لبس البردة والتحف الحرف

ووَجَّه مركبه لبحور الصبر

ولضفاف الوصل... تطلع

****



ضع قدمك في أرض الشوك

سر نحو السر على جمر

وإذا لمحت عيناك بصيصاً من ضوء

أسرج خيل الأمل

وبهمس... فتضرع

****

دمك النازف سيحيل

مساحات الألم المقسوم... خَضار

وستبصر أثر مسير الخِضر

ونحو المشكاة العلوية

جد الخطو... وأنصت... واسمع



قدر الساعي لخيارات الأزل

الراغب في سُكنى الأبد

أن يمشي وحده

وكأس الشوق يذوق

وخمر السهد بشغف... يتجرع

****

ستهب نسائم قرب وتلف وجودك

تتحدى القيظ بغيمات

والقطر سيسبق غيثك

وسيسكن بعد الترحال الصعب

قلب... كان "مُروِّع"


كتبته

25‏/10‏/2008

اذكري هذا...!



اذكري هذا...!





تطلعي إلي الأعلى
...
سقف نصف محطم
أبصري خلاله
نجوما تتلألأ
نورا أسمى
...



تطلعي إلي الأعلى
سقف نصف محطم
عش عصفور

وحيدا يشكو ألما
...

تطلعي إلي الأعلى
سقف نصف محطم
حب ينمو، قلب يرنو
سعيدا أمسى
...




تطلعي إلي الأعلى
سقف نصف محطم
أمل يدنو، حلم يسمو
قلبك منه أدنى
...
تطلعي إلي الأعلى
سقف نصف محطم
عالم يراه جميلا
بريق عينيك منه أحلى
...



تطلعي إلي الأعلى
سقف نصف محطم
نحو السحابة
جناح صغير
يحلق
حبك ليس يَنسى
...



تطلعي إلي الأعلى
سقف نصف محطم
لو الوقت أبد

هل كفى؟!
...

تطلعي إلي الأعلى
سقف نصف محطم
شراب الحب يكتبه إلهي
له نور ليس يُنسى
...




تطلعي إلي الأعلى
سقف نصف محطم

لو أردت المعنى
هل تكفي الحياة ثمنا؟

...





بل قلب يلقى

روح ترقى
لا
...





فاذكري هذا!
...
أخفيه في نسيم عبراتك

احمليه في كل ذرة من فؤادك
لونيه بكل زهرة من بستانك
دافئيه برحيق بسماتك، وابتساماتك

...

أيا حبيبة اذكري هذا

وأنت يا قلبي
هي بداية أوانك،
ربما!
...
ألا فلتذكريه
غدا يكون بعد الأذان أذانك!


20‏/10‏/2008

افحت نفسك قبل ما حد يردمك!



افحت نفسك قبل ما حد يردمك!




"

افحت نفسك قبل ما حد يردمك

...

وأوصل بإرادتك للي إنت عايزه

"



هكذا أجابني سائق التاكسي في حماس شديد، ونحن في طريقنا إلي جامعة القاهرة!



كنا نتحدث عن الأحلام والأمل، وعن قدرة الإنسان وإرادته،


كيف أن الحياة تحطم الإنسان، وأن عليه أن يصمد ويكون أقوى...


كيف أن كل شيء أصبح بلا معنى... لا لون ولا طعم ولا ريحة!


كيف أن الله خلقه ليقدر وينجز ووهبه بذور العظمة والنمو والسمو...



اتذكر أن هذا كان منذ أسبوع تقريبا، واذكر أيضا أننا قبل أن نفترق اتفقنا علي ثلاث خطوات:




1 - حط حلم بعيد:

نفسي أبقى فين بعد عشرين تلاتين سنة؟



تذكر

"ليس للحياة قيمة من دون حلم نناضل من أجله"







2 - دور علي اللي في إيدك، عندك كتير:

يا ترى أنا في إيدي إيه أعمله؟



اعلم

"من يمتلك الأمل يمتلك كل شيء"






3 - إبدأ دلوقتي، "حان الوقت الآن":

المفروض أعمل إيه دلوقتي؟




اعرف

"الحكمة ليست بالضرورة معرفة الخطوة الأخيرة، بل هي معرفة الخطوة التالية"






وقبل كل هذا














كنت في طريقي إلي الساقية عصر ذاك اليوم، آثرت التمشية قليلا؛ عساني أجد مخرجا لما يدور في رأسي...


ثم إن الطريق مزدحم للغاية علي أية حال



وعلي مرأي العربات والزحام والعرق والضيق البادي علي الوجوه



بدأت أحادث نفسي، أو ربما هي التي بادرتني




لمذا يبدو لي أن هناك كنوزا وجواهر تطحنهم وتدهسهم عربة "الأمة" الطائشة


تدوسهم قاطرة ذاك "المجتمع المجنون"



بدءا من إنسان جميل مثل سائق التاكسي هذا، ومرورا بالكثيرين من العباقرة والمبدعين والمكافحين،


وصولا إلي قادتها ومشايخها وكبارها ورجالها "الحقيقيين"


ألا يفترض أن يحييوها هم


وينفخوا فيها من أرواحهم


بس إزاي؟


دول نفسهم اتقطع!









نغمة مزعجة تلك التي تنتشلني من هذه الحيرة


نعم!



لدي رسالة جديدة علي هاتفي



"الشدائد تصنع الرجال، والعافية تنمي الأفكار...


فلا الرجال بلا أفكار يستمرون، ولا الأفكار بلا رجال تنتشر"




في وقتها تماما!



ولكن هل الفكرة الحقيقية تنتشر دائما... أم أنها تبقى أبدا؟



ثم العافية، والأفكار... ما العلاقة يا ترى؟ إممم، لا أفكار بلا عافية


حسنا، ولكن أليست الشدائد جزءا من الحياة؟ ثم إن أكثر الأفكار عبقرية في العالم نشأت ونورت في أحلك لحظات التاريخ؟


دعونا نرتب الأمور علي نحو مختلف:



لابد من الشدائد، ولكن الأصل العافية، والأصل في العافية عافية الروح والعقل والفكر



آهه! ويكأن العافية أساسا هي عافية داخلية


بل يبدو أن العافية الدائمة حقا تعني حتما التعرض للشدائد، ولكن تبقى قوة الروح وتبقى إرادة الإنسان وتبقى البصيرة، وروح سامية


إن الشدائد ما هي إلا "قوى شريرة تشحذ روحك وهمتك..." كما قال كويهليو.


هكذا فكرت...





نعم




"الشدائد تصنع الرجال، والعافية تنمي الأفكار...
فلا الرجال بلا أفكار يستمرون، ولا أفكار الرجال بلا عافية تبقى"





شكرا يا منصور علي رسالتك الجميلة

كن منصورا






كلما رأيت أبي أو أستاذتي وكثير من المجتهدين المكافحين في هذه الدنيا من أجل إنسان أفضل دار بخلدي سؤال: لماذا هم متعبون هكذا؟


أو لماذا يتعبون أنفسهم؟


حتى ولو كانوا "في أجازة" تجدهم "مضغوطين"




"مضغوط شوية"


هي الإجابة الدائمة إذا سألت أمي: "هو أبي ماله؟"




"مضغوطة شوية"


هي الإجابة الدائمة إذا سألت أستاذتي: "مالك يا أستاذتي؟"




الآن أتذكر تلك الرسالة


"لا تقل يا رب عندي هم كبير... ولكن يا هم عندي رب كبير"







وفي داخلك


الهمة والنور




"الذي يحيى بالثقة تحييه الثقة... والذي لا يبالي بالهم لا يبالي الهم به"

نعم الهمة هي الحل



من الهم إلي الهمة



حل لطيف!


ولكن...


ما هي هذه التاء يا ترى؟


ساعدوني




أهي التقدم؟ لا قطعا

تراها التميز؟ لا

عساها التمتع؟ ربما

التبتل؟ التحنث؟

التمرد؟ التأمل؟

التصبر؟

ما هي؟






سراج





"لا تستسلم أبدا... من يمتلك الأمل يمتلك كل شيء!"




* * * * *




"إذا لم يستجب أحد لندائك... فلتسر وحدك!"




طاغور


* * * * *


"ركز علي قدراتك بدلا من التفكير في القيود التي تحد من انطلاقاتك!"



* * * * *



"فرحة واحدة تبدد مئات الأحزان!"


كونفشيوس


* * * * *



"الأعمال العظيمة يتم آداؤها بالمثابرة، وليس بالقوة!"

صامويل جونسون

* * * * *



"لتحقيق إنجازات عظيمة نحتاج لأمرين: خطة ووقت!"



* * * * *


"الذي يحيى بالثقة تحييه الثقة... والذي لا يبالي بالهم لا يبالي الهم به!"

* * * * *

"المؤمن الضعيف يتعلل بالقضاء والقدر...
والمؤمن القوي هو قضاء الله وقدره في الأرض"

محمد إقبال

- شكرا خلتو جيهان-

* * * * *


أخيرا،


شكرا سناء باشا علي رسالتك



"ولقد شهدت جماله في ذاتي، حين صفت وانصقلت مرآتي"


مولانا جلال الدين الرومي



...




صفوا مرآتكم، تسمُ أرواحكم

كونوا أقوياء

أكرموا إنسانكم!

08‏/10‏/2008

في عيد ميلاده السبعين... لنتذكر وصية المسيري

في عيد ميلاده السبعين
...
لنتذكر وصية المسيري!





اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2008

...

سبعون عاما تماما تفصلنا،

كان يوما غير عادي في نفس الشهر عام 1938، وفي طقس خريفي رائق ولد المسيري



أستاذنا ومولانا، سيدنا وتاج راسنا

رحلت عنا في صمت غير عادي، وفي ألم أو شجن وحنين

ولكن أيضا في سلام، في هدوء، في يقين

لأنك

لن تكون وحيدا

...

هدوء هو أشبه بهدوئك طوال حياتك العامرة،
رغم أن ما كنته وما فعلته كان بركانا سرمديا من الانفجارات النورانية والثورات التنويرية


،


حقا



سنبقى أو سيبقى أبناؤنا أو أبناؤهم

ليشهدوا أحلامك وأحلامنا حقيقة

ويروا الإنسان من جديد
"
إن اليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل
نيرون مات ولم تمت روما
بعينيها تقاتل
...
وحبوب سنبلة تموت
ستملأ الوادي سنابل
"
وليرحم الله محمود درويش



هذا آخر ما كتبه المسيري


وقد أرسله للنشر ليلة وفاته


فهي وصيته!




الإنسان والشيء


نحن نعيش في عالم يحولنا إلى أشياء مادية ومساحات لا تتجاوز عالم الحواس الخمس، إذ تهيمن عليه رؤية مادية للكون. ولنضرب مثلاً بـ"التي شيرت" (T-Shirt) الذي يرتديه أي طفل أو رجل. إن الرداء الذي كان يُوظَّف في الماضي لستر عورة الإنسان ووقايته من الحر والبرد، وربما للتعبير عن الهوية، قد وُظِّف في حالة "التي شيرت" بحيث أصبح الإنسان مساحة لا خصوصية لها غير متجاوزة لعالم الحواس والطبيعة/المادة.


ثم توظف هذه المساحة في خدمة شركة الكوكاكولا (على سبيل المثال)، وهي عملية توظيف تُفقد المرء هويته وتحيّده بحيث يصبح منتجاً وبائعاً ومستهلكاً، أي أن "التي شيرت" أصبح آلية كامنة من آليات تحويل الإنسان إلى شيء.


ويمكن قول الشيء نفسه عن المنزل، فهو ليس بأمر محايد أو بريء، كما قد يتراءى للمرء لأول وهلة، فهو عادةً ما يُجسِّد رؤية للكون تؤثر في سلوك من يعيش فيه وتصبغ وجدانه، شاء أم أبى.


فإن قَطَنَ الإنسان المسلم في منزل بُنيَ على الطراز المعماري العربي والإسلامي فلا شك أن هذا سيزيده من ثقة في نفسه واعتزازه بهويته وتراثه. ولكننا لا نرى في كثير من المدن من العالم الإسلامي أي مظاهر أو آثار للرؤية العربية الإسلامية (إلا في المسجد)، وبدلاً من ذلك أصبح المنزل -عملياً وظيفياً- يهدف إلى تحقيق الكفاءة في الحركة والأداء ولا يكترث بالخصوصية، أي أنه مثل "التي شيرت" أصبح هو الآخر خلواً من الشخصية والعمق.


وأثاث هذا المنزل عادة وظيفي، يلفظ أي خصوصية باسم الوظيفية والبساطة. ولكن البساطة هنا تعني في الواقع غياب الخصوصية (الرؤية المادية تفضل البساطة على الجمال المركب، ومن هنا عبارة "خليك طبيعي").


ونفس الشيء ينطبق على طعام "التيك أواي" أو السفاري، فهو الآخر يعيد صياغة وجدان الإنسان. الناس هم الذين يعدون طعامهم بأنفسهم، ثم يتناولونه سوياً. هذا ما كان سائداً في كل أرجاء العالم بما في ذلك الغرب.


أما ظاهرة أكل طعام قد تم إعداده من قبل، ويأكله المرء وهو يسير أو يجري، فهذه ظاهرة جديدة على الجنس البشري، ولابد أن نتنبه إلى الرؤية الكامنة وراءها، فهي رؤية تعتمد السرعة والحركة في الحيز المادي، مقياسا وحيدا، وهي بذلك تحوِّل الإنسان إلى كائن نمطي يشبه الآلة.


إن هذه الوجبة السريعة الحركية تعني التخلي عن مجموعة ضخمة من القيم الإنسانية المهمة، مثل أن يجلس المرء مع أعضاء أسرته أو أصدقائه في شكل حلقة ليتناول الطعام معهم فيتحدثون في مواضيع شتى، فالإنسان هو من يأنس بغيره.


ولعل العبارة العامية المصرية "أكلوا عيش وملح سوا" (أي سوياً) تشير إلى مجموعة القيم هذه. وأنا لست من الغباء بحيث أطالب بتحريم أو تجريم هذه الوجبات، فأنا أدرك تماما ضرورة اللجوء إلى كثير من الإجراءات ذات الطابع المادي (الاقتصادي السياسي) في حياة الإنسان اليومية، والوجبة السريعة كثيرا ما تكون ضرورية، بل وحتمية.


ولكن عندما تتحرك هذه الإجراءات المادية إلى المركز وتصبح هي القاعدة والمعيار، نكون قد سقطنا في العلمانية الشاملة. وقد قرأت مؤخراً أن عدد الأقواس الصفراء (علامة ماكدونالد) يفوق عدد الصلبان في العالم الغربي!


وما يهمنا في كل هذا أن بعض المنتجات الحضارية التي قد تبدو بريئة (فهي معظمها حلال)، تؤثر في وجداننا وتعيد صياغة رؤيتنا لأنفسنا وللعالم.


وما قولكم في هذه النجمة السينمائية المغمورة (أو الساطعة) التي تحدثنا عن ذكريات طفولتها وفلسفتها في الحياة وعدد المرات التي تزوجت فيها وخبراتها المتنوعة مع أزواجها، ثم تتناقل الصحف هذه الأخبار وكأنها الحكمة كل الحكمة!


وقد تحدثت إحداهن مؤخرا عما سمته "الإغراء الراقي"، ما يدل على عمقها الفكري الذي لا يمكن أن تسبر أغواره. أليس هذا أيضاً هيمنة النموذج المادي على الوجدان والأحلام إذ تحوَّلت النجمة إلى مصدر للقيمة وأصبح أسلوب حياتها هو القدوة التي تُحتذى، وأصبحت أقوالها المرجعية النهائية؟


ومع هذا، تُصر بعض الصحف على أن "فلانة" المغنية أو الراقصة أو عارضة الأزياء لا تختلف في أحكامها وحكمتها عن أحكام وحكمة أحكم الحكماء وأعمق الفلاسفة. والمسكينة لا علاقة لها بأي مرجعية ولا أي قيمة ولا أي مطلقية، إذ إن رؤيتها للعالم محصورة بحدود جسدها الذي قد يكون فاتناً، ولكنه -لا شك- محدود ونسبي.


كما أن خبراتها مع أزواجها -رغم أنها قد تكون مثيرة- لا تصلح أساساً لرؤية معرفية أخلاقية، إلا إذا كانت رؤية مادية عدمية ترى أن كل الأمور نسبية.


وإذا أخذنا الحكمة من أفواه نجمات السينما والراقصات وملكات الجاذبية الجنسية، فستكون حكمة لها طابعها الخاص الذي لا يمكن أن يُوصف بالروحانية أو الأخلاقية أو ما شابه من أوصاف تقليدية عتيقة!


وقد يكون وصف أقوال هذه النجمة بأنها منافية للأخلاق أو للذوق العام وصفاً دقيقاً، ولكنه مع هذا لا يُبيِّن الدور الذي تلعبه النجمة وأفكارها في إعادة صياغة رؤية الإنسان لنفسه وتَصوُّره لذاته وللكون بشكل غير واع، ربما من جانبها ومن جانب المتلقي معا.


ولنتخيل الآن إنساناً يلبس "التي شيرت"، ويسكن في منزل وظيفي بُني ربما على طريقة "البريفاب" (الكتل الصماء سابقة الإعداد)، ويأكل طعاماً وظيفياً (همبورغر- تيك أواي تم طبخه بطريقة نمطية)، وينام على سرير وظيفي ويشرب الكوكاكولا، ويشاهد الإعلانات التجارية التي تغويه بالاستهلاك والمزيد من استهلاك سلع لا يحتاج إليها في المقام الأول، ويعيش في مدينة شوارعها فسيحة عليه أن يجري بسيارته المستوردة بسرعة مائة ميل في الساعة، ويهرع بسيارته من محل عمله إلى محل طعام "التيك أواي" ومنها إلى مركز التسوق الذي يتسلع البشر، ويداوم على مشاهدة الأفلام الأميركية (الإباحية أو غير الإباحية) بشراهة غير مادية، ويسمع أخبار النجوم وفضائحهم، ويدمن تلقي الحكمة من النجمات الساطعات أو المغمورات..


ألن يتحول هذا الإنسان إلى إنسان وظيفي متكيف لا تُوجَد في حياته خصوصية أو أسرار.. إنسان قادر على تنفيذ كل ما يصدر إليه من أوامر دون أن يثير أية تساؤلات أخلاقية أو فلسفية؟


قد يقيم هذا الإنسان الوظيفي الصلاة في مواقيتها، ولكن كل ما حوله يخلق له بيئة معادية لإدراك مفهوم القيمة المتجاوزة لعالم الحواس الخمس وجدواها. لقد سقط الإنسان في المنظومة المادية واخترقته مجموعة من الأحلام والأوهام والرغبات لا يدرك تضميناتها الاجتماعية والأخلاقية، رغم أنها توجِّه وتحدِّد أولوياته دون وعي منه.


ونحن حين نتحدث عن الحضارة المادية فنحن عادة ما نتصور أننا نتحدث عن الحضارة الغربية وحدها، وهذا خلل ما بعده خلل، ففي الغرب يوجد كثير من المظاهر الإنسانية المتجاوزة لسطح المادة، ففي الغرب موزارت وبتهوفن والطعام الفرنسي وكثير من المظاهر المحتفظة بأصالتها وخصوصيتها.


إن المنتجات المادية الحديثة تتميز بكونها معادية للخصوصية.. ألخصوصية الغربية والخصوصية الإنسانية. ولنقارن موسيقى الديسكو بالموسيقى الكلاسيكية الغربية والعربية، و"التي شيرت" برداء الإنسان الغربي، ستجد أن منتجات هذه الحضارة المادية -التي أسميها "ضد الحضارة"- غير منتمية لأي تشكيل حضاري أو اجتماعي.




هي حقا بدأت في الولايات المتحدة لكنها ليست أميركية، لأن الحضارة الأميركية الحقيقية حضارة لها سماتها الفريدة، وهناك تقاليد حضارية أميركية قامت هذه الحضارة الجديدة الضد بتقويضها.


ولكن المشكلة أن كل هذه التقاليد وكل هذه الخصوصيات آخذة في التآكل بسبب المد الجارف للحضارة المادية. وهذه الحضارة المادية ليست معادية للشرق وحده، بل هي ظاهرة ورؤية أمسكت بتلابيب العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، ولا يظنن أحد أننا بمأمن منها ومن عدميتها وعدائها للإنسان.


كل هذا مقدمة لما حدث في عالم الرياضة. إن الرؤية المادية قد تغلغلت في كل مجالات الحياة. خذ على سبيل المثال عالم الرياضة.. كانت ممارسة الرياضة في الماضي تهدف إلى تهذيب الجسد والنفس وتدريب الناس على التعاون وتسليتهم في الوقت ذاته، بحيث يقضون وقت الفراغ بطريقة متحضرة.


كما أنها على مستوى آخر كانت تدريبا على الصراع الرقيق لتفريغ نزعات البشر العدوانية من خلال قنوات متحضرة..


حينما كنت في مدرسة دمنهور الثانوية كان فريق كرة السلة من أهم الفرق على مستوى الجمهورية، وكنا نصل إلى المركز الأول في بعض البطولات إن لم تخنّي الذاكرة..


ولكن ما أذكره جيداً هو أن الأستاذ الحبروك -المشرف على الفرق الرياضية آنذاك- كان ينصحنا بأنه حينما كان يأتي فريق من المراكز المجاورة لنا -وكانوا عادةً أدنى منا في المستوى- كان يطلب منا ألا نهزمهم هزيمة ساحقة، بل أن ندعهم يحرزون بعض الأهداف حتى لا يشعروا بالإحباط.


وكنا نشجع فريق كرة القدم الخاص بدمنهور، ولكننا في الوقت ذاته كنا نشجع "اللعبة الحلوة" بغض النظر عن مصدرها. إن ما كان يهيمن علينا ليس النموذج المادي ولا النموذج الدارويني الصارم حيث يكون كل الناس إما منتصراً أو مهزوما، ولا نموذج السوق وآليات العرض والطلب التي لا تعرف الله أو الإنسان، وإنما نموذج إنساني يقبل حتمية الاختلاف والصراع، ولكنه لا يجعلها مرجعيته النهائية، إذ توجد قيم أخرى مثل التراحم والإيمان بإنسانيتنا المشتركة.


ولكن الرياضة انفصلت تدريجيا عن كل هذه القيم لتصبح مرجعية ذاتها، ومنفصلة عن القيمة وتصبح معايير الرياضة رياضية، ويصبح إحراز النصر هو الهدف الأعلى والأسفل والوحيد. ونسمع بعد ذلك عن تفرغ اللاعبين تماما للرياضة واحترافهم. والاحتراف يتناقض تماما مع فكرة التسلية وتزجية وقت الفراغ واللعب بطريقة إنسانية متحضرة، فهي تجعل الرياضة مركز الحياة.


قابلت مرة أحد كبار لاعبي كرة القدم في الولايات المتحدة وهي مختلفة عن كرة القدم في بقية العالم، واللاعبون لابد أن يتمتعوا بلياقة بدنية فائقة، وأجسامهم يجب أن تكون ضخمة وعضلاتهم بارزة حتى يمكنهم تحمل الصدمات. المهم.. فتح لي قلبه وتحدث عن بؤسه، وكيف يراقب المدرب كل جوانب حياته العامة والخاصة، فهو يراقب وجباته اليومية ويطلب منه أن يأكل كذا من البروتين وكذا من الخضراوات، كما يراقب حياته العاطفية بل والجنسية، فهو لا يمكنه أن يخرج مع صديقته قبل المباراة بأسبوع، ولا يمكنه مضاجعتها أو مضاجعة زوجته.


هو لم يستخدم مصطلح "تشيّؤ"، أي أن يتحول الإنسان إلى شيء، ولكن هذا هو أدق وصف لما حدث له.


في المدارس الثانوية بالولايات المتحدة، تقوم فرق كرة القدم بدراسة تكتيكات الفريق الذي سينازلهم من خلال أفلام فيديو يصورونها لمباراة سابقة له، كما يدرسون أداءهم بنفس الطريقة.


هل هذا له علاقة بالتسلية واللعب، أم أنه ينبع من نموذج مادي صراعي يجعل الفوز وهزيمة الآخر هو الهدف الوحيد؟ ومن هنا تدفع المكافآت السخية لأعضاء الفريق الفائز. وتنتهي المباريات في الآونة الأخيرة بمعارك يُجرح فيها بعض الناس، بل وقُتل ضابط شرطة في إيطاليا بعد مباراة حامية الوطيس.. كل هذا يعني هيمنة النموذج الصراعي وتراجع النموذج الإنساني التراحمي.


وقد اقتحمت أخلاقيات السوق عالم الرياضة فيتم "بيع" لاعب مغربي لنادي إيطالي، ولاعب إيطالي لنادي ليبي وهكذا، وكأننا في سوق النخاسة.


ولذا بدلا من الانتماء إلى الوطن والقيم يصبح الانتماء إلى المال، المحرك الأول للإنسان الاقتصادي. ونسمع بعد ذلك عن عدد كبير من الرياضيين يستخدم المخدرات والأدوية المنشطة الممنوعة لتحقيق النصر. ويتقاضى أعضاء الفريق الفائز مبالغ طائلة مكافأة لهم، وهى مكافآت سخية على أدائهم، قد تصل إلى مرتب أستاذ جامعي لعدة سنوات.


بل في إحدى الجولات الرياضية حصل كل عضو من أعضاء الفريق الفائز على سيارة "بي.أم.دبليو" وهذه قمة الأحلام العلمانية! أين كل هذا من قيم التعاون والصراع الرقيق والمرجعية الإنسانية؟ لقد اقتحمت اقتصاديات السوق هذا القطاع تماما، وسيطرت عليه قوانين العرض والطلب والمادية وتم تشييء الإنسان ونزع القداسة عنه، وتحوّل إلى مادة استعمالية مرنة ليس فيها من الإنسانية سوى الاسم، أي أن النموذج المادي الصراعي الدارويني قد ساد تماماً.


هذه هي مأساة الحضري الذي وقع صريع هذا النموذج، وسلك سلوكاً متسقاً معه، فهاجت الدنيا ضده؟ والسؤال هو: لماذا هذا الهيجان والتهيج؟ أليست المسألة مسألة عرض وطلب لا مسألة انتماء وطني وإنساني؟!


وعلى أية حال، بعد الهيجان استقرت الأمور داخل إطار الخصخصة وقبل النادي الأهلي التعويض المالي المناسب عن فقدانه إحدى أشيائه الثمينة.. والله أعلم.







ابكوا المسيري طويلا
امسحوا بدموعكم آلام الزمن
دعوها تطهرنا
ثم
أسرجوا خيل الأمل

هذه وصيته بين يديك

كن إنسانا
افخر بأمتك
اعتز ببلدك
كن إنسانا

وهذه وصيته الحقيقية
[ كن إنسانا ]
"
...
ستهب نسائم قرب وتلف وجودك
.
تتحدى القيظ بغيمات
.
والقطر سيسبق غيثك
.
وسيسكن بعد الترحال الصعب
.
قلب
...
كان "مُروِّع"
"

أتذكر شيئا آخر كتبته أستاذتي هبة
تلميذته العبقرية

"سيأتي يوم يغادر فيه د. عبد الوهاب المسيري عالمنا إلى عالَم آخر، حينها سوف يقول البعض إنه كتب، وألّف... ونشر، وكان موسوعياً فذاً. أما أنا فسوف أظل أذكره ما حييت بأنه كان مفكراً إنسانياً، عاش إنساناً، ثم ترك وراءه موسوعات وكتباً وتلامذة وذكريات جميلة في قلوب العديد من الأطفال"

- هبة رءوف -



عيشوا إنسانا
واجعلوا دعاءكم

"
اللهم أحينا إنسانا كما خلقتنا
خلفاء لك كما أردتنا
"







رحمك الله




02‏/10‏/2008

مدرسة الحياة: اكسر يأسك بإرادة الانتصار!







هذه مدرسة الحياة...
إهداء إلي فرعوتا [محمد رفعت] اللي خرج الحمد لله ليلة العيد...

[شكرا لـ عمرو]





[الصورة كاملة]







يأتي إليها الكثيرون في كل لحظة ويغادرها أيضا العديد من البشر في نفس اللحظة؛ إنها الحياة التي تستقبل دوما من يقدمون عليها وسط ترحيب وأمنيات طيبة من الأهل، وتودع الكثيرين بعد أن عاشوا حياة لم يسعدوا بها ولم يحققوا فيها إلا القليل من أحلامهم وهزمتهم تفاصيل الحياة ومعوقاتها وغباواتها.
وبعد أن سمحوا لها بالتراكم داخل أرواحهم وقلوبهم وعقولهم، انسحبت الحيوية من العيون وتراجعت محبة الحياة من القلوب، وانهزمت الروح في الصراعات المختلفة، وتداعت أمام معوقات الحياة، والتي لا تخلو منها أي حياة.
وعاشوا أجسادا تأكل وتنام وتتكاثر بلا حماس، ولم يضيفوا لأنفسهم أو لمن يحبون أو للحياة شيئا، بل تعاملوا مع الحياة وكأنها قطعة من المطاط يلوكونها في أفواههم بلا طعم وبلا فائدة، ولم يصنعوا لأنفسهم المذاق الرائع للحياة؛ لأنهم تخلوا عن تفردهم الإنساني، وقبلوا أن يكونوا مجرد أرقام أو نماذج بشرية تتحرك وإن خلت منها روح الحياة الحقيقية.






اختر الصمود



وأكاد أسمع من يهتف: ما هذه القسوة؟ ألا تعرفين أن الحياة ممتلئة بالاختبارات القاسية وأننا مجرد بشر، ولا يملك أحدنا صفات خارقة؟
وأرد بود واحترام: كلنا بشر ولكن الأقلية فقط هي التي استطاعت تذوق الحياة واستمتعت بها واحترمت كل ثانية من عمرها وعندما تعرضت لاختبارات الحياة القاسية، -والتي لا ينجو منها أحد، - قررت اختيار الصمود وعدم التخلي عن إرادة الانتصار في الاختبار وتحويل الألم النابع من المحنة إلى قوة مولدة للمزيد من الحماس المتنامي بلطف وعذوبة للاستمتاع بما يتبقى في الحياة.
وقد يتبادر إلى الذهن عند قراءة كلمة الاستمتاع أن الأمر ينصرف إلى الترفيه والملذات المختلفة، والحقيقة أن هذه الأنواع من المتع مؤقتة للغاية ومفعولها ينتهي بعد فترة قد تقصر أو تطول بعض الشيء.
والمتعة الحقيقية التي تستمر طويلا وعندما يتذكرها الإنسان تنير له العتمة وتمنحه نوعا من البهجة المتفردة التي تربت على أوجاعه بحب واحترام بالغين، وتمده بطاقات هائلة تجدد حيويته وتنعش روحه وتجعل عقله صافيا وقلبه رحبا، يحتضن كل ما في الكون من جمال ويتسامح مع القبح الذي يحاصرنا جميعا بل يشعر بالشفقة من أجله، فمن يختار القبح يسرق عمره ويحرم نفسه من متع الجمال والرقي.




الانتصار.. أفضل المتع



أفضل أنواع المتع هي متعة الانتصار على معوقات الحياة وعدم السماح لها بإحداث أي خدش ولو كان بسيطا في إنسانية صاحبها واحترامه وتصالحه مع نفسه.
ولكي تتحقق هذه المتعة لابد أن يحترم الإنسان نعمة الحياة وأن يضع لنفسه خطوطا حمراء في التعامل مع نفسه ومع من حوله بل ومع الدنيا كلها، وألا يتصرف أبدا كرد فعل لما يحدث من حوله وألا يترك دفة حياته تختل من بين يديه، ؛ لأنه إن فعل فسيمسك بها غيره، مع ملاحظة أن الهبوط إلى الهاوية أسهل كثيرا من الصعود إلى القمة.
ففي الهبوط يكفي أن ينسى الإنسان نفسه وسيهوي بأسرع مما يتخيل، أما في الصعود فلابد من الوعي أولا بأهميته، ثم تنمية الرغبة فيه ثانيا، ويأتي بعد ذلك احتضان المثابرة ووضع مكاسب الصعود نصب عينيه ليلا ونهارا؛ لتهون عليه مشاق الصعود ولتكون ترنيمته المتفردة أثناء الصعود ليستمتع بكل مراحله.
ويمنح نفسه من آن لآخر استراحة محارب ينتشي فيها بالقدر الذي حققه، ويربت على نفسه ليزيل أوجاعه فلا أحد سيفعل ذلك أفضل منه، وهذا أرقى وأذكى من انتظار التربيت من الخارج، وقد علمتنا الحياة أن القوة تكمن في الاستغناء وأن الذكي هو من يقوم بتعويض نفسه أولا بأول عما فاته ولا يضيع سنوات العمر في تسول ذلك من الآخرين.







الحياة ثروة فلا تُضيعها


وعلى من يريد تأجيج إرادة الانتصار بداخله أن يثق دائما أن حياته هي ثروته الحقيقية فلا يبدد أي لحظة منها في عناء بلا جدوى أو في مخالطة من يجذبونه إلى الأسفل أو في الاستمرار في التجارب الفاشلة والاستسلام لاحتكار الرثاء الذاتي وتهويل معاناته وتوهم انه أنه وحده من يتألم في الحياة فيهزم نفسه ويسمح للألم بتشويه نظرته للحياة ويحرم نفسه من البحث عن الحلول الواقعية لمعاناته ويفرح بتقليصها قدر المستطاع ويتشاغل عما لا يستطيع التخلص منه.
فالمنتصر في الحياة هو من ينتبه للعلامات في الوقت المناسب فيقفز بعيدا قبل تزايد الخسائر وعندما يتعرض للهزيمة من آن لآخر لا يحتكر الرثاء لنفسه ولا يبحث عن الإنقاذ الخارجي ولا يطيل المكوث على الأرض، بل يسارع باحتواء ألمه والتأكيد بأنه ليس قابلا للكسر أو حتى للخدش والاستمتاع بترميم جراحه واعتباراها أوسمة على شرف المحاولة وعدم الاستسلام.. ويتذكر أن من لا تهزم روحه لا يهزم أبدا، ويصنع لنفسه من شراب الهزيمة المر مادة حلوة لتجارب قادمة ناجحة ويخوض الحياة بقلب شجاع.
وصدق أديبنا الرائع نجيب محفوظ رحمه الله وهو القائل: لن ينصلح حال الدنيا إلا إذا عرف الناس أن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة الشجاعة.
وكما قال ميكيافيلي: الأبرياء العزل من الخبرة والفطنة يهلكون.
لذا فإن المنتصر في الحياة يخرج من هزائمه –ولا يوجد محارب بلا هزائم- بخبرات هائلة تضاعف من وعيه الإنساني ومن اتساع أفقه ومن رحابة قلبه ونور روحه مما يقوي عزيمته ويجعله أهلا للانتصارات المتواصلة.




وقفة مع النفس




لذا علينا أن نجلس مع أنفسنا من آن لآخر -بعيدا عن أي مؤثرات خارجية- لنرى كيف تسير حياتنا، وهل تمضي كما نريد أم أن معوقات الحياة هزمتنا وأخذتنا بعيدا عن طموحاتنا وأحلامنا وأحيانا إنسانيتنا أيضا..
ولابد أن نتحلى بالأمانة التامة في هذه الجلسة على ألا نبالغ لا في القسوة على النفس ولا في خداعها بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان فدائما يمكنوجد ما هو أفضل، وبإمكاننا التنافس مع أنفسنا لانتزاع أفضل ما في داخلنا بحب ورفق ومنحه إدارة دفة حياتنا ومساعدته بكل ما نملك من طاقات وطرد كل ما يخصم من انتصاراتنا في الحياة أولا بأول.
وليكن شعارنا في الحياة قول الإمام علي كرم الله وجهه: من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون.







لإن بكرة جاي أحلى

خلي حياتك بالأمل أحلى حياة

لازم بكرة يبقى أحلى

فحلمنا مش هيموت أبدا

سيبقى الأمل دائما

حتى لو في يوم قلت آه!

سنبقى علي العهد دائما

ما دام الأمل طريقا فسنحياه... فإن لم نجده، بأيدينا صنعناه!



عيد سعيد