
"لماذا لا يمضي الوقت سريعا؟"
هكذا بدا لي الأمر للوهلة الأولى، قبل أن أدرك أن تلك الساعة المعلقة أعلى المدرج متوقفة عن العمل، صعدت روح بطاريتها في سلام ففقدت الطاقة وبدت عابسة في سكون وألم حزين...


"بس أنا جالي إحساس تاني!"، حقا ظهرت فكرة أخرى في رأسي عندما رأيت تلك الساعة التي فقدت روحها ومصدر طاقتها...
"أيوة حضرتك؟"
الساعات كثيرة، ولدى الجميع، لديك علي الأقل واحدة، إذا قمت بتعطيلها أو أوقفتها فهذا يعني شيئا واحدا: ستستمر كل الساعات الأخرى في العمل والدوران والدق، وأنت مكانك، وهذا يعني أنك تتأخرين! لا توقفي ساعتك أبدا!
"عبد الرحمن! مش معقول، فلسفة في أول يوم دراسة!"، هكذا أنهت سلمى موضوع "الساعة"، واكتفت لمياء كعادتها ببسمة مشرقة.
ولكن هناك ما لا تعمله سلمي ولا لمياء ولا حتى أنا!
يا إلهي! لماذا تداعت إلي قلبي تلك المشاعر التي كنا نحسها عندما كنا أطفالا، من المؤكد أنك أيضا أتتك تلك الأفكار وارتسمت علي وجهك ضحكة شريرة: كان يبدو لنا أن إيقاف ساعة واحدة سيوقف الزمن تماما، يا للهول!
أود حقا أن أعرف!

يا عبدو، ويا سلمى، ويا لمياء، ويا كل إنسان...
لا توقف ساعتك أبدا! أبدا!
أملأها دوما بالطاقة، ازرعها حبا وسعادة، اغرس فيها طموحا وأملا بلا حدود، اجعل روحك شفافة باسمة، طر في سماء الوجد بقلبك، حلق ساميا...
بدأ عام جديد...
سنة جديدة، يعني ممكن نكون أحسن!
"ما دامت هناك حياة... فهناك أمل"!
و"إذا ظننت أنك تقدر، أو أنك لا تقدر، فأنت غالبا علي حق"...
"يللا نحلم أكتر... أكيد نقدر"!