[ سراج ]

"وما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا كدهه" مولانا المسيري .....| | | | |..... "عندما نعرف لماذا نعيش... سيكون من السهل أن نعرف كيف نعيش" نيتشه .....| | | | |..... "عندما تريد شيئا بإخلاص يتآزر العالم معك ليساعدك علي تحقيق ما تحلم به|" باولو كويهليو .....| | | | |..... "لا يهم من أين نبدأ... بل أين ننتهي" أستاذتي هبة .....| | | | |..... "الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء" هيلين كيلر .....| | | | |..... "المغامرات هي بـهجة الحياة" تشسترتون .....| | | | |..... "إن بهجة الحياة ليست شيئا آخر سوى احتمال تحقيق الحلم" كويهليو .....| | | | |..... "إذا ظننت أنك تقدر أو أنك لا تقدر... فأنت غالبا علي حق" هنري فورد .....| | | | |..... "ما دام الأمل طريقا فسنحياه، فإما وجدناه بأيدينا صنعناه" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "النور يخترق الظلام... أما الأمل فيخترق كل شيء" .....| | | | |..... "المنطلق... فؤاد سمق، وحلم سبق، ونسر يطير قد انطلق" عمرو أشرف .....| | | | |..... "لا تستسلم أبدا... من يمتلك الأمل يمتلك كل شيء!" .....| | | | |..... "ما دامت هناك حياة... فهناك أمل" .....| | | | |..... "ركز علي قدراتك بدلا من التفكير في القيود التي تحد من انطلاقاتك" .....| | | | |..... "فرحة واحدة تبدد مئات الأحزان!" كونفشيوس .....| | | | |..... "الذي يحيى بالثقة تحييه الثقة... والذي لا يبالي بالهم لا يبالي الهم به!" .....| | | | |..... "المؤمن الضعيف يتعلل بالقضاء والقدر... والمؤمن القوي هو قضاء الله وقدره في الأرض" محمد إقبال .....| | | | |..... "ما دمنا أحياء، تبقي عزائمنا تدفع عقارب ساعاتنا... لننطلق نحو المستقبل.ونسمو بأرواحنا نحو الآفاق... ننطلق بلا حدود!" عبد الرحمن منصور .....| | | | |..... "نحن نتعثر لكي ننهض، ونهزم في المعارك لكي نحرز نصرا أروع... تماما كما ننام لكي نصحو أكثر قوة ونشاطا" .....| | | | |..... "ليس هناك سبب للحب؛ الإنسان يحب لأنه يحب" كويهليو .....| | | | |..... "الحب نور من أنوار الله" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "الحب قوة تسمو بالإنسان، كما أن غيابها يدمره" كويهليو .....| | | | |..... "طالما أن الشجرة ليست يابسة، فإنها تستطيع الاستمتاع بالربيع" كولن .....| | | | |..... "ولقد شهدت جماله في ذاتي، حين صفت وانصقلت مرآتي" مولانا جلال الدين الرومي .....| | | | |..... "الراحمون يرحمهم الرحمن" النبي محمد .....| | | | |..... "لا تسيء تقدير قوة الأحلام وتأثير العزيمة الداخلية للإنسان... فكلنا سواء في أننا نملك بذور العظمة الكامنة في داخلنا" .....| | | | |..... "من المؤكد أنه لم يحدث أي شيء عظيم في هذه الدنيا، إلا إذا كان وراءه حماس عظيم" هيجل .....| | | | |..... "الأعمال العظيمة يتم آداؤها بالمثابرة، وليس بالقوة!" صامويل جونسون .....| | | | |..... "لتحقيق إنجازات عظيمة نحتاج لأمرين: خطة ووقت!" .....| | | | |..... "من عجائب الحياة أنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة، فإنك ستصل إليها" .....| | | | |..... "إذا أنت لم تزد شيئا علي الدنيا، كنت أنت زائدا عليها" الرافعي .....| | | | |..... "أينما كنت... افعل ما تستطيع، بما تملك" روزفلت .....| | | | |..... "إن نماء الأوطان ببناء الإنسان" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "سنهزم تحدياتنا بالحب" .....| | | | |..... "علي قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي علي قدر الكرام المكارم" .....| | | | |..... "ما هي الظروف؟ الإنسان هو الذي يصنع الظروف" نابليون .....| | | | |..... "إذا لم يستجب أحد لندائك... فلتسر وحدك!" طاغور .....| | | | |..... "الصعب، نفعله فورا... أما المستحيل، فربما قد يستغرق وقتا أطول" .....| | | | |..... "الطموح هو ما يجعل من الطفل رجلا، ومن الرجل عظيما، ومن العظيم أسطورة حية" عمرو أشرف .....| | | | |..... "إذا كنت ذا رأي، فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا... وإن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلا، فإن فساد العزم أن يتقيدا" .....| | | | |..... "الشدائد تصنع الرجال، والعافية تنمي الأفكار... فلا الرجال بلا أفكار يستمرون، ولا أفكار الرجال بلا عافية تبقى" .....| | | | |..... "الإجابة الوحيدة علي الهزيمة هي الانتصار" تشرشل .....| | | | |..... "عندما يفوز أي إنسان وتسمو روحه، يفوز العالم كله معه... وعندما يخسر، يخسر العالم كله معه" غاندي .....| | | | |..... "لا يوجد شيء جميل أو قبيح، ولكن التفكير فيه يجعله كذلك" .....| | | | |..... "فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" .....| | | | |..... "كل تحدٍ هو فرصة لا نهائية للنمو والسمو والعلو" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "ما دامت النية خالصة، وما دام العقل يفكر... فانطلق، ودع يد الله تعمل في الخفاء" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "أول الدروس: إخلاص النية، وصدق الطلب، ورجوع الافتقار" أستاذتي هبة .....| | | | |..... "من طلب ما يريدمن الله، فلن يبقى محروما" كولن .....| | | | |..... "عندما تنغلق في وجوهنا أبواب الأرض، سنظل نذكر أن للسماء أبوابا لا تضيق" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "الدعاء سحر يمنح الإرادة جناحين" كولن .....| | | | |..... "إن الإنسان يدعو الله كي تتحقق المعجزات... ولكن لابد أن يعمل علي تحقيقها" دراكر .....| | | | |..... "البر لا يَبلى، والحب لا يُنسى، والخير كالطاقة لا يتبدد... وإنما يتحول من صورة إلي أخرى" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "ابدأ وعينك علي النهاية" أستاذي أحمد محمد علي .....| | | | |..... "عندما تريد شيئا بإخلاص، يتآزر العالم كله ليساعدك علي تحقيق أحلامك" كويهليو .....| | | | |..... "تخيل أن الجميع مستنيرون إلا أنت" .....| | | | |..... "تواضع علي قدر علمك، بجهلك!" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "لا يزال المرء عالما ما طلب العلم... حتى إذا قال علمت، فقد جهل" .....| | | | |..... "إذا وصلوا إليه لم يرجعوا عنه أبدا... إنما رجع من رجع عن الطريق" .....| | | | |..... "الحقيقة بحث لا وصول"، فـ"الرحلة نفسها هي المنتهى" .....| | | | |..... "قد يتشكك الناس فيما تقوله... لكنهم سيصدقون حتما ما تفعله" .....| | | | |..... "عمل رجل في ألف رجل، خير من قول ألف رجل لرجل" .....| | | | |..... "أدركنا أناسا يراءون بما يعملون فصاروا الآن يراءون بما لا يعملون" .....| | | | |..... "ليس الطريق بمن سبق... إنما الطريق بمن صدق" .....| | | | |..... "في كل مجتمع هناك عمل يجب أن ينجز، وفي كل أمة هناك جراح يجب أن تداوى، ونفوس يجب أن تواسى، وفي كل قلب هناك قدرة علي فعل ذلك" .....| | | | |..... "إذا صح منك العزم أرشدت للحيل" .....| | | | |..... "الحياة تريد أن تختبرك قبل أن تعطيك كنزك الموعود" كويهليو .....| | | | |..... "الطريق يصنعه المشي" كويهليو .....| | | | |..... "قليل من الغرق لا يضر... بئست حياة الأمان التي لا تسر" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "ليست للحياة قيمة بدون حلم يستحق أن نناضل من أجله" .....| | | | |..... "إن بهجة الحياة ليست شيئا آخر غير احتمال تحقيق الحلم" كويهليو .....| | | | |..... "تنتهي القصص الخيالية دون غيرها بهذه الجملة: "ثم عاشوا في سعادة وهناء" دراكر .....| | | | |.....

05‏/03‏/2010

سوف أحيا...!






نمت
ليلة أمس علي صوت إذاعة إف إم علي غير موعد
واستيقظت اليوم وقد شعرت أني في طريقي إلي مدونتي لأكتب شيئا جديدا بعد شهور طويلة

أحاول أنا أكتب شيئا، لكن بلا جدوى!
أشعر بضآلة الكلمات وبرودة المشاعر.
ثم فهمت؛ أنا لا أحتاج إلي كتابة شيء بل إلي الصمت!

أشعر بالأغنية تنبع من أعماق القلب، فيها تدفق الحياة، وعنفوان القوة، وهدوء العاصفة...
وأجدني لا أستطيع فعل شيء سوى أن أجلس وأسمع وأتأمل وأردد:

لم لا أحيا وظِل الورد يحيا في الشفاه؟
ونشيد البلبل الشادي حياة في هواه
لما لا أحيا وفي قلبي وفي عيني الحياة
سوف أحيا سوف أحيا

يارفيقي نحن من نور إلى نور مضينا
ومع النجم ذهبنا ومع الشمس أتينا
أين ما يُدعى ظلاما يا رفيق الليل أينَ؟!
أين ما يُدعى ظلاما يا رفيق الليل أينَ؟!
إن نور الله في القلب وهذا ما أراه
سوف أحيا سوف أحيا

ليس سرًا يا رفيق أن أيامي قليلة
ليس سرًا انما الأيام بسمات طويلة
ان أردت السر فاسأل عنه ازهار الخميلة
عمرها يوم وتحيا اليوم حتى منتهاه
سوف أحيا سوف أحيا




20‏/06‏/2009

حمص في «الليلة الكبيرة»



تذكرت رائعة العبقرى صلاح جاهين الليلة الكبيرة عندما قفز حمص، وسجل هدف الفوز لمنتخب مصر على أبطال العالم.. تذكرت كلماته فى المولد: «حمص، حمص، تل ما ينقص، عمال يرقص، يرقص ويقول اللى شاف حمص ولا كلش، حب واتلوع ولا طالش.. يسترك هات حبه بقرش»!

ولكننا كنا أحسن حظا من هذا الذى يحلم بقليل من الحمص فى ليلة المولد، فقد أكل المصريون فى ليلة الثامن عشر من يونيو حمصا يساوى ملايين الجنيهات.. حمص السعادة، حمص الذى كان أحلى وألذ من أكل البيتزا!

ما حدث فى مباراة إيطاليا: حلم ولا علم؟!

حتى هذه اللحظة لا أصدق أن منتخب مصر هزم نظيره الإيطالى بهدف مقابل لاشىء. ولا أصدق أن منتخب مصر فعل قبل ذلك مع البرازيل ما فعله. لقد اضطررت إلى قراءة الصحف الإيطالية صباح أمس كى أتاكد من نتيجة المباراة، ووجدتها تقول: «إن أبطال العالم كانوا هم الفريق المصرى، بينما كان المنتخب الإيطالى مكونا من 11 مومياء. وقالت لاجزيتا ديللو سبورت: «إيطاليا لعبت بالملابس الداخلية» فى إشارة إلى ما حدث للظهير الأيمن جاتوزو، وفى إشارة أيضا إلى الفضيحة التى أصابت الكرة الإيطالية وكشفت عورتها!

إذن نحن فزنا...!

ليس جديدا هذا الأداء على منتخب مصر، ففى كأس الأمم الإفريقية بغانا لعب الفريق بتلك الثقة، والروح، والانتشار، والإصرار.. الجديد فقط أننا استبدلنا ساحل العاج والكاميرون بالبرازيل وإيطاليا..!

لعب المنتخب 60 دقيقة بتناغم وانسجام، وكان ندا منذ الدقيقة الأولى لأبطال العالم.. ثم قدم عصام الحضرى عزفا منفردا فى مواجهة نجوم إيطاليا ياكوينتا، وسيمون بيبى، وومونتليفيو، حتى إنهم فى اللحظات الأخيرة كانوا يصرخون غضبا وإعجابا بهذا الحارس الذى تصدى لثلاثة إنفرادات فى الفترة من الدقيقة 70 إلى الدقيقة 78، وكان يستحق بها أن يكون رجل المباراة، قبل حمص، صاحب الهدف الوحيد، والفائز بهذا اللقب بواسطة الفيفا!

قال ليبى مدرب إيطاليا أن فريقه لعب ضد الحارس المصرى فى الشوط الثانى، وأنه وراء حرمان الأتزورى من نقطة التعادل.

أحمد سليمان مدرب حراس المرمى بالمنتخب وراء عودة الحضرى، فهو الذى أعطاه سى. دى لأفضل الصدات التى حققها فى الفترات الأخيرة، وفى كأس الأمم الأفريقية كى يتابعها ويستمتع، ويسترد ثقته فى نفسه، بعد اهتزاز مستوى الحضرى فى المباريات الأخيرة، وكان آخرها البرازيل، حتى إن مجلة ورلد سوكر اتفقت معنا فى منحه درجة 4 من عشرة، وكانت أقل الدرجات.. بينما يستحق الحضرى فى مباراة إيطاليا عشرة من عشرة بلا جدال!

أحيانا يتضاءل الكلام أمام الفرحة. ويصغر منطق التحليل الفنى أمام قيمة الانتصار الكبير. فنحن هزمنا أبطال العالم. وقبلها خسرنا بصعوبة بالغة من البرازيل أحسن فريق فى العالم دائما وغالبا.. لكن من المؤكد أننا جميعا تساءلنا أين كان هذا الأداء منذ انتهاء كأس الأمم الإفريقية؟ أين كان أمام زامبيا والجزائر؟ هل هى طفرة مصرية من الصعب تكرارها؟!

وقبل المباراة كنا نتساءل جميعا أيضا: هل يلعب المنتخب بحذر كما فعل العراقيون أمام إسبانيا؟ هل نلعب بنزعة هجومية أملا فى الفوز وتكون تلك مغامرة محسوبة؟!
إليكم الإجابات:

** أولا: وصل المنتخب إلى قمة المستوى فى كأس الأمم الأفريقية، حيث قدم أفضل العروض فى تاريخ الكرة المصرية منذ عرفت مصر اللعبة عام 1895 لأول مرة على يد محمد أفندى ناشد. لم نلعب من قبل أبدا كما لعبنا فى غانا. وحدث بعد البطولة استرخاء مذهل، يصاب به المصرى عادة بعد كل إنجاز وإجادة. ثم يعود حين يواجه تحديا جديدا، وحين يجد الدوافع التى تدفعه للتحدى والإجادة. وهذا مظهر من مظاهر الهواية ولا يمكن أن يصيب المحترف. والنتيجة هو ما جرى أمام زامبيا والجزائر فى تصفيات المونديال.. ماجرى ويجرى فى كثير من المباريات والبطولات التى نمارس فيها حسابات برما منذ زمن بعيد؟

** ثانيا: العرض القوى الذى قدمه المنتخب أمام البرازيل وراء الثقة التى بدأ بها مباراة إيطاليا. وقد بدأها بندية وبنزعة هجومية، وبتمريرات بينية دقيقة، وبانتشار حقيقى عبر سيد معوض، وأحمد فتحى، وجرى أبوتريكة وحمص وشوقى وعبدربه كثيرا فى وسط الميدان واتسم الأداء بالجدية والتركيز، والاستمتاع. وقليلة هى المباريات التى يلعبها اللاعب المصرى باستمتاع. وكان الدفع بحمص للاستفادة من معدلات جريه ومن مهاراته ودقة تمريراته وقدرته على رؤية الملعب كما يفعل أبوتريكة. فقد كان حسن شحاتة على ما يبدو فى حاجة إلى لاعبين لهما نفس القدرة، أحدهما فى المقدمة وهو أبوتريكة والثانى خلفه قليلا وليكن حمص، وقد كان!

** ثالثا: لعب المنتخب 60 دقيقة بأقصى جهد وطاقة. لكنه عانى من غياب رأس الحربة زيدان للإصابة، وغياب البديل الذى يجيد فى هذا المركز الصريح، فكان أحمد عيد عبدالملك متواريا فى الجناح الأيمن، بجانب أن نقص اللياقة والحرص على الهدف جعلا الوسط يتأخر عن المساندة الهجومية. وهو اختيار لا بديل عنه فى تلك الحالة، ولكن بجانب غياب المساندة، غاب أيضا حل التسديد، بينما مارس الإيطاليون هذا الحل بكثافة مزعجة، لأنهم يملكون اللياقة والمساندة الهجومية الشرسة، فلا فائدة من الدفاع أو التراجع!

** رابعا: هذا الأداء الرفيع المستوى بكل المقاييس، ليس طفرة أو صدفة، فكما قلنا قدمه المنتخب فى كأس الأمم الأفريقية بغانا، التى شهدت مولد فريق يحمل نزعة هجومية، أزالت غبار عشرات السنين من «اللعب داخل الشرنقة» خوفا وهربا وقلقا من الهزيمة. وشحاتة هو الذى فعل ذلك!

ويبقى أننا مازلنا لا نصدق. ولو سألتك هل نسجل فى البرازيل ثلاثة أهداف ونخسر أمامها بضربة جزاء، وهل نهزم إيطاليا، لو سألتك لكانت إجابتك مائة نكتة وألف جملة ساخرة.. لكننا اليوم نصدق ما جرى فى جنوب إفريقيا، وبسبب هاتين المباراتين الرائعتين أصابنا شوق أكبر للوصول إلى كأس العالم. فهذا الفريق يستحق أن ينال هذا الشرف، ونحن نستحق أن نحلم بأداء مماثل ومشرف فى هذا الحدث العالمى.
هذا أمر سابق لأوانه الآن.. وعلينا أن نفكر فى مباراة أمريكا وكيف نعبر منها إلى الدور قبل النهائى.. فدائرة الأحلام تتسع وتكبر مثل كرة الثلج التى تهبط من فوق التل جارفة معها كل ما هو واقع فى المواقع!


28‏/05‏/2009

أحلام جوارديولا...



فاز بارسا بهدفين علي المان، كانت مباراة ثقيلة الظل، عدا أول عشرة دقائق...

الرائع تلك الليلة هو مدرب برشلونة: جارديولا، هذا العام حصد الدوري والكأس في أسبانيا، واليوم تكتمل الثلاثية دوري أبطال أوروبا... الأروع والأجمل والأغرب من كل ذلك أن هذا العام هو أول عام يعمل فيه جوارديولا مدربا!

نعم، بعد أن كان لاعبا للبارسا ومدربا لفريق الناشئين، أصبح مدربا للفريق الأول، وحقق في عامه الأول الثلاثية الذهبية! وأصبح بهذا أول فريق إسباني يحقق تلك الثلاثية!


تفوق جوارديولا الشاب (38 عاما) علي فيرجسون العجوز (57 عاما)... تفوق جوارديولا في عامه الأول، فشل فيرجسون بعد 23 عاما قضاها مدربا للمان... عندما بدأ فيرجسون مدرب مانشيستر عامه التدريبي الأول، كان جراديولا يحبو في عامه الثالث!


وليس السر في "برشلونة" كنادي ولا لاعبيها، في العام الماضي ذات النادي ونفس اللاعبين لم يستطيعوا تحقيق أي لقب... جاء جوارديولا ولم يشترِ أي لاعب جديد، فقط فكر وعمل واجتهد... وهنا فقط تحقق له نجاح مذهل... ربما يسميها البعض حظ المبتدئين، مصادفة، حظ، صدفة، عادي، ممكن... ولكن "بين كلمتي حظ وصدفة يمكن أن تكتب لغة العالم".




أجمل ما قرأته تعليق أحد الأصدقاء: "تمرد كاتالونيا يجتاح القارة العجوز ويحولها إلى شابة فاتنة الجمال... انتصرت متعة الخيال على رتابة الواقع... متى يفهم عشاق الملل والأهلى ومانشستر أن المتعة تكمن فى الخيارات الصعبة؟ وأن منتهى السعادة فى الخيارات المستحيلة... لذلك انا لا أحب الأهلى أو الحزب الوطنى أو مانشستر يونايتد لأنها جميعا اختيارات سهلة يفضلها الراغبون فى ركوب الموجة والسعاة الزائفة الرخيصة".

26‏/05‏/2009

فاصمد يا حصاني... أضئ نجوما في السراب!



لَسْتُ من أَتباع روما الساهرينَ
على دروب الملحِ. لكنِّي أسَدِّدُ نِسْبَةً
مئويَّةً من ملح خبزي مُرْغَماً، وأَقول
للتاريخ: زَيِّنْ شاحناتِكَ بالعبيد وبالملوك الصاغرينَ، ومُرَّ…

لا أَحَدٌ يقول
الآن: لا.


وأَنا أَنا ، لا شيء آخر
واحدٌ من أَهل هذا الليل . أَحلُمُ
بالصعود على حصاني فَوْقَ، فَوْقَ…
لأَتبع اليُنْبُوعَ خلف التلِّ
فاصمُدْ يا حصاني. لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ
...
أَنتَ فُتُوَّتي وأَنا خيالُكَ


...

فاندفِعْ واحفُرْ زماني
في مكاني يا حصاني. فالمكانُ هُوَ
الطريق، ولا طريقَ على الطريق سواكَ
تنتعلُ الرياحَ. أَُضئْ نُجوماً في السراب!

أَضئْ غيوماً في الغياب، وكُنْ أَخي

ودليلَ برقي يا حصاني!

محمود درويش_جدارية

19‏/05‏/2009

الطاحونة الملعونة



الطاحونة الملعونة







داخل كل منا طفل ينبغى الحفاظ عليه...




ليس فقط لأن كل صغير جميل، ولكن لأن هذا الطفل الذى يمثل نقاء الفطرة فى أعماقنا يمكن أن يهدينا ببراءة إلى سواء السبيل، عندما نجد الطرق من حولنا معوجة باعوجاج الكبار، الكبار فى المداورة، والمناورة، الكبار فى الكذب.




عن نفسى، أغذى هذا الطفل بعدة أساليب، منها أن أردد الدعاء الجميل: «اللهم اكلأنى كلاءة الصغير لا يعرف ما يُراد به وما يريد». وهو ليس دعاء ينفى فضيلة المعرفة، بل يدعو إلى أعمق أنواع المعرفة، أى الإحساس، وبالمفهوم الإسلامى العظيم: استفتاء القلب.




هذا الطفل بداخلى، كما كل الأطفال فى الواقع، وفى دخائلكم، يحب الحكايات الخيالية. ومن بين هذه الحكايات، لا أنسى أبدا قصة ولد وأخته، تيتما صغيرين ولم يترك لهما أبواهما غير رحاة، اكتشفا أنها مسحورة، فعندما يديراها، بصدق وبراءة عمريهما، ودون أن يغذياها بأية حبوب، تقذفهما بشطائر طازجة شهية وكعك بالفواكه والعسل.




ضاعت تفاصيل الحكاية منى، لكننى تشبثت بتلك الرحاة العجيبة، خبأتها عميقا فى نفسى، وكلما عرض لى التباس فى شئون الدنيا، ألجأ إليها، فأجدها تدور من تلقاء نفسها، تتطاير منها شطائر حلوة عند اكتشاف الخير، ولا يصدر عنها غير صوت احتكاك الحجر بالحجر فى وجود الشر، وكثيرا ما يتحول هذا الصوت إلى كلمة واحدة تلخص ما تراه.




...




دعوا رُحى نفوسكم وطفولتكم تدور فى اسألوها بصدق الفطرة، وهى بالصدق تجيب. استفتوا قلوبكم وإن أفتوكم، حتى لا نجد أنفسنا بين حَجَرى طاحونة ملعونة، تواصل سحقنا بالغوغائية والقهر والأكاذيب.




17‏/05‏/2009

أريد حمارا!

أريد حمارا







دخل أحد النحويين السوق ليشتري حمارا...
فقال للبائع :أريد حماراً لا بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر،

إن أقللت علفه صبر ، وإن أكثرت علفه شكر،

لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بي السواري ،

إذا خلا في الطريق تدفق ، وإذا كثر الزحام ترفق!

فقال له البائع : دعني إذا مسخ الله القاضي حماراً بعته لك!

14‏/05‏/2009

غادروا ومعهم... أبي!

غادروا ومعهم... أبي!

وهكذا غادر جنود أمن الدولة منزلنا منذ لحظات... مكثوا حوالي أربعين دقيقة، تجولوا في منزلنا بعض الشيء، وأخذوا بضعة كتب...
حمدت الله كثيرا أن أخي الصغير عليّ لم يستيقظ، فلديه امتحان في الغد، سيكون من المؤسف حقا أن يبدأ أجازته من دونه...
لا أدري هل كانت أمي تتعمد إشعار هؤلاء "الرجال" بما يفعلونه، أم أنها كانت متألمة إلي هذه الدرجة علي نحو فاق كل المرات السابقة، يبدو أن قلقها علي مستوى "السكر" لديه كان يسيطر علي تفكيرها... أما مريم فقد بدت مستغرقة في نومها العميق بعد عودتها من عند عمتي، لابد أن قضت وقتا ممتعا مع سما...
بكت آية كثيرا في صمت، لم أكن أسمع نشيجها كما المرة السابقة، لكن كان بإمكاني أن أسمع قلبها ينزف، وابتلت عيناها الواسعتين بالدموع المتألقة... انهمكنا جميعا في تحضير حقيبته: المصحف، الشبشب، البطانية، الملابس البيضاء، وخس وجذر، فعلاج السكر الأساسي "ظبط" الأكل...
حمدت الله أنهم لم يدخلوا غرفتي، كانت كل كتب بحث تخرجي مفروشة تملؤها، ويا للمفارقة: ابحث في المجتمع والسلطة والدولة والمواطنة!
لم يحدثوا الإزعاج والفوضى كما هو الحال دوما، لكن ذلك لم يخفف أبدا من مشاعر الغضب التي كانت تنفجر داخلي، وأنا كالأسير؛ فقد غادروا ومعهم... أبي!

08‏/05‏/2009

وأنا أنا... لا شيء آخر!



سأحلُمُ، لا لأُصْلِحَ مركباتِ الريحِ

أَو عَطَباً أَصابَ الروحَ

فالأسطورةُ اتَّخَذَتْ مكانَتَها/ المكيدةَ

في سياق الواقعيّ.

وليس في وُسْعِ القصيدة

أَن تُغَيِّرَ ماضياً يمضي ولا يمضي

ولا أَنْ تُوقِفَ الزلزالَ

لكني سأحلُمُ،

رُبَّما اتسَعَتْ بلادٌ لي، كما أَنا

واحداً من أَهل هذا البحر،

كفَّ عن السؤال الصعب: ((مَنْ أَنا؟

هاهنا؟ أَأَنا ابنُ أُمي ؟))

لا تساوِرُني الشكوكُ ولا يحاصرني

الرعاةُ أو الملوكُ. وحاضري كغدي معي.

ومعي مُفَكِّرتي الصغيرةُ:

كُلَّما حَكَّ

السحابةَ طائرٌ دَوَّنتُ:


فَكَّ الحُلْمُ

أَجنحتي.


أنا أَيضاً أطيرُ.


فَكُلُّ

حيّ طائرٌ.


وأَنا أَنا ، لا شيءَ

آخَرَ!


محمود درويش

"جدارية"

26‏/02‏/2009

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا... كدهه!







كان ماشي بعيد، حيران، هربان من كل حاجة وكل شيء، تعبان، وقرفان، مش عايز يشوف بني آدم واحد، أصلهم كلهم زي بعضهم واحد، لكنه قابله!




قابله في آخر مكان كان ممكن يتخيل إنهم يتقابلوا فيه! صدفة غريبة، لكنها كانت أحلى صدفة في حياته،
كان تعبان، آه، وشايل علي راسه أحلام كانت تكفي من الحبايب ألف، بس يا خسارة بقت أحزان، أوهام...



بقاله أيام نفسه يصرخ، يعيط، يزعق بكل قوته، يصرخ ويصرخ ويفضل يصرخ لغاية ما العالم كله يسمعه، يطبب عليه،
يمسح الدمعة المحبوسة جوا عينيه، ينور الضلمة اللي بقى عايش فيها ليل ونهار...





لسا فاكر لما شافه، ضحك له، كأن الدنيا ضحكته، نسي كل شيء، حكاله، شكاله، وقاله، كإنه وهو بيقوله كان في بير غويط، غويط قوي، وكل ما يحكي يطلع، وكل ما يشكي يشوف نور الشمس بيقرب، حتى ولو من بعيد! ولما خلص حكايته سمع له، وعرف ساعتها إنه بيبدأ من جديد!




لسا فاكر لما قال له الضلمة عمرها ما تطرد ضلمة، النور بس يطرد الضلمة، نوّر قلبك تشوف النور حواليك، فتح عينيك...


حتى لو البحر كسر مجاديفك في أول رحلتك، بص قدامك، باقي لك بقية النهار!

كفاية انتظار!




صحيح ممكن نقع في بداية الطريق، لكن لو استسلمنا هيفضل وشنا دايما في الطين ، ما تستسلمش! عافر مع الدنيا! ما تسيبهاش! روح لها ما تستناهاش!



بص عالشمس، خللي عينيك عليها، وارمي سهمك، أكيد مش هايجي فيها، بس هيوصل لمكان عمره ما كان ممكن يوصل له لو فضلت حاطط عينك علي رجليك، خايف تتزحلق... كل ما الدنيا تاخدك بعيد، ارجع تاني، ما تخافش! ولو خدت أحلامك بعيد، روح وراها، سايبها تروح علي فين؟!




اللي واجعك مش الجبل الفظيع اللي عايز تطلعه، لأ، دي حبة رملة صغيرة جوا جزمتك... شيلها، نضف جزمتك، واشتغل، جيب آخرك: إفحت نفسك قبل ما حد يردمك!




فيه ناس بتحلم وهي نايمة، وكل ما تحلم أكتر، تنام أكتر... وفيه ناس بتعيش بأحلامها، بتعيش عشان تحقق أحلامها... إصحى بدري، إلحق أحلامك!





عيش أحلامك، ما تسيبهاش، سايبها لمين؟! الحلم مش ممكن يموت لو نحلمه، لو تحلمه... أحلامنا الحقيقية هي اللي بتخلينا نفكر ونشتغل ونطحن نفسنا ونجرب ونعمل ونروح ونيجي، ولو ده ما حصلش، تبقى مجرد أماني، أوهام... أوعي تنام!




وما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا بإنك تحاول وتحاول وتحاول وتحاول وتحاول... وبعدين تحاول، ولما تزهق تحاول تاني، ولما تتعب تحاول تالت، ولما روحك تطلع تجرب من جديد، فترجع تحاول وتحاول وتحاول!




يا عم ده كلنا بنخاف، لكن تقدر تختار تكون شجاع... الشجاعة الحقيقية مش إن كل اللي بتخاف منه يختفي كإنه ما كانش، الشجاعة إنك تصدق قوي، قوي إن فيه حاجات أهم من إنك خايف وتعبان وقلقان، أحلامك أهم، حياتك أهم، إنت أهم!




امسح "ما أقدرش" من كشكولك، اكسر كل الشماعات، بص لفوق، لفوق قوي، واحلم، احلم كتير، ما تبطلش... وخليك دايما فاكر: وما نيل المطالب بالتمني، ولكن توخذ الدنيا... كدهه!

17‏/02‏/2009

عندما تشرق الشمس... لا توقف ساعتك أبدا!



عندما تشرق الشمس... لا توقف ساعتك أبدا!







عندما تشرق الشمس في كل صباح، كن علي الموعد، لا تتأخر، كي تشرق روحك معها. تغيب الشمس، فتشرق ثانية، تغيب وتشرق، ثم تغيب وتشرق، كن قويا دائما، لا شيء يمكنه أن يزعج صفاء عقلك، لا شيء يمكنه أن يعكر بهاء روحك.



انظر للجانب المشرق في كل الأشياء من حولك، اجعل تفاؤلك حقيقة في مرآة روحك السامية. إن أفكارك تصبح واقعك، أفكارك تصنع مستقبلك، فكر فقط في الأفضل، اعمل دائما بشكل أفضل، وتوقع الأفضل باستمرار، أخلص نيتك، كن صادقا. آمن أن الله قدر لنا الخير، تراه!



ودِّع آلام الماضي، ودَع أخطاء الأمس تذوب في دفء أشعة شمس هذا اليوم، اتركها تذوي في الظلال، بعيدا! واصنع بإنجازاتك مستقبلك، وارسم بأحلامك بسماتك. لا تستسلم، أبدا! أبدا! أبدا!



ركز علي قدراتك بدلا من التفكير في القيود التي تحد من انطلاقاتك. ربما يفشل الإنسان مرة، لكنه إن لم يحاول مجددا، فسيبقى فاشلا إلي الأبد. كن واثقا! كل شيء سيكون رائعا في النهاية، إذا لم يكن كذلك، فإنها ليست النهاية بكل تأكيد!



انشغل بتحسين نفسك، كن إنسانا أفضل، ليس هناك وقت لتفكر في انتقاد الآخرين، عندما يتحرر الإنسان، فإن شمسه تشرق علي كل من حوله، عندما تسمو نفسه، فإن روحه ترفرف علي الجميع.



لا تسأل أحدا! نحن نملك كل إجاباتنا داخلنا، ربما قد نحتاج من يساعدنا في اكتشافها، لكن علينا أن نتخذ قراراتنا بأنفسنا، دائما. ولنتذكر أن كل شيء يحتاج إلي وقت، اعمل، وانتظر!



انتظر شروق الشمس، في كل صباح... وتمنى معي من الله أن تشرق الشمس فتملأ بالدفء قلوبنا، أن تسقط الأمطار، برقة، فتملأ بالخير حقولنا، أن تهب نسمات الرياح، فتنقل لنا أطياف أحبائنا وبسماتهم.



ضع الشمس نصب عينك، واجعل القمر هدفك، فحتى لو أخطأت، ستقع وسط النجوم! سر بثبات في اتجاه أحلامك، عش الحياة التي تريد أن تحياها، ومهما كنت ومهما كان ما تفعله، كن إنسانا أفضل.



الإنسان يرى بعينيه، لكنه يبصر بقلبه... يحيا حياته باحثا عن السعادة، والحب، والنور، وربما ينير قلب الإنسان بطرق كثيرة، لكن نور الله هو وحده الذي يملؤه بالسعادة الحقيقية، والثقة المطلقة، والدفء اللانهائي.





يوم أمس كان ثاني يوم دراسة في الفصل الجديد... كنا قاعدين في نفس المدرج، وكنت باتكلم مع عمرو، قطعت سلمى إذ فجأة حديثها مع لمياء بجوارنا، نادتني وقالت: عبد الرحمن، الساعة واقفة برده!

هو نفس ما حدث في بداية الفصل الدراسي الأول منذ شهور فقط، المشهد يكرر نفسه، وكأن الوقت لا يتقدم أبدا للأمام!

لكننا لن نوقف ساعاتنا أبدا! أبدا! فالصعب نفعله فورا، أما المستحيل فربما قد يستغرق وقتا أطول... إنها فقط مسألة وقت!


لنتذكر دائما: عندما يريد الإنسان شيئا بإخلاص، فإن العالم كله يتآزر معه، ليساعده علي تحقيق أحلامه.

يللا نحلم أكتر... أكيد نقدر!

23‏/12‏/2008

بلاد علي أهبة الفجر




بلاد علي أهبة الفجر*



عبد الرحمن حسام-عبدو بن خلدون-
بالاشتراك مع -

الشاعر الكبير-محمود درويش




[ إهداء ]



إلي الأحرار رغم الأسوار
إلي فرسان العسكرية بعد مرور عامين
إلي الصامدين تحت الحصار
إلي الصادقين
إلي عائلة الشاطر ومالك وصحبهم
إلي كل السائرين علي طريق الانتصار
إلي سعد ومعاذ وبلال وأحمد وعبد الرحمن
إلي عائشة
...
سيطلع النهار!



بلاد علي أهبة الفجر


وفيما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي
وفيما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.


* * *

هنا، عند مُنْحَدَرات التلال،
أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ ما يفعلُ الحكماء،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ.

* * *
سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي
نشوة الضوءِ،
ضوءِ الفراشةِ،
في ليل هذا النَفَقْ.
سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي
في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:
سلامٌ على شَبَحي.

* * *

بلاد علي أهبة الفجر،
عما قليل
تنام الكواكب في لغة الشعر.
عما قليل
نودع هذا الطريق الطويل
ونسأل: من أين نبدأ؟
* * *

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر...
صرنا أَقلَّ ذكاءً،
لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر

* * *

نحلمق، لا نزال
والحياة هنا
تتساءل
كيف نعيد إليها الحياة؟
لكننا نحملق، ونحملق
ونحملق
ويبقى السؤال!
* * *

يقولُ على حافَّة الموت:
لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
حُرٌّ أَنا قرب حريتي.
وغدي في يدي
* * *

لكننا نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
* * *

أمس الذي
كُلَّما جاءني، قلت له:
ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
وتعالَ غداً!
* * *

وأمضي أُفكِّر، من دون جدوى:
بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
فتوجعنُي الخاطرةْ
وتنتعشُ الذاكرةْ
* * *

نعم!
عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
كما هي، عاديّةً ماكرةْ
رماديّة أَو مُلوَّنةً...
وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
فليكن
خفيفاً على القلب والخاصرةْ
فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّسُ
من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!
* * *

لا!
لم تكن هذه القافيةْ
ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
ولا لاقتصاد الأَلمْ
إنها زائدةْ
كذبابٍ على المائدةْ
* * *

دهشة تقتلني!
هل نسيء إلي أحد؟
هل نسيء إلي بلد،
لو أصبنا، ولو من بعيد،
ولو مرة، برذاذ الفرح؟
* * *

سأصرخ في عزلتي،
لا لكي أوقظ النائمين.
ولكن لتوقظني صرختي
من خيالي السجين!
* * *

هنا في قيظ الشمس
ووقدة النهار
نظل نخزن أحزاننا في الجرار،
لئلا يراها الجنود
فيحتفلوا بالحصار...
أو يراها الحمقى،
فيحتفوا بانكسار...
نخزنها لمواسم أخرى،
لذكرى،
لشيء يفاجئنا في الطريق الطويل...
ذاك الطريق المضاء بقنديل منفي
ونار
* * *

واقفون هنا.
قاعدون هنا.
دائمون هنا.
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
هنا خالدون
* * *

قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ!
* * *

ويقول لي: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
كن ذاتَ موضوعك التائهةْ
و موضوع ذاتكَ...
كُنْ حاضراً في الغيابْ
كن أنت -علي البعد- الإياب!
* * *

لكنه يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:
هاتفي لا يرنُّ
ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
فكيف تيقَّنتِ من أَنني
لم أكن ههنا!

* * *

ويَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:
في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.
في انتظارك،
تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...
إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.
في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.
* * *

وفي الصباح الذي سوف يعقب هذا الحصار
سوف تمضي فتاة إلي حبها
بالقميص المزركش، والبنطلون الرمادي
شفافة المعنويات كالمشمشيات في شهر آذار:
هذا النهار لنا كله
كله يا حبيبي،
فلا تتأخر كثيرا،
كيلا يحط غراب علي كتفي...
وستقضم تفاحة في انتظار الأمل
في انتظار الحبيب الذي،
ربما،
ربما لن يصل
* * *

يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ؟
تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي
وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ... أَبْعَدْ
* * *

لكني لازلت قَلِق!
كيف أصبح سيدها
وأنا عبدها!
كيف أجعل حريتي حرة
دون أن نفترق؟
* * *

على الروح أَن تترجَّلْ
وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا...
كصاحِبَيْن قديمين
يقتسمانِ الرغيفَ القديم
لنقطع هذا الطريق معاً
* * *

ثم زرتها.
بجسد مسَّه وهن، حادثتني
بنفس أصابها شجن.
لكن العينين لازالتا
-علي طول الليالي-
تأتلق
* * *

محن السنين
كالأيام تمر، كالساعات
غدا نقول مرت
والألم، يندثر
فأرفعوا للنصر الرايات
ينهمر
...
أرى الأيتام
أبصرهم، فأوقن
أن الأرواح لا تفترق
لست قَلِق!
* * *

وأُرْهِفُ، فاسمعه
من بعيد
يناديني
أيها المجنون استفق!
لم تزل فينا الحياة
لم تزل فينا
بقية من رمق
لم ننسحق!
لن ننسحق!
* * *

فاغزلي لي يا ملهمتي
بنور الحب
دثار أمل
احتمي به في صقيع الليل،
يواسيني، يدفئني
يداويني، ويحميني
إذا ما أصابني أرق.
أو فأسرجي لي خيل عزم
أطوي به قفار الروح،
يدنيني
إذا ما الفؤاد سمق.
ودليني
قد بدأ السبق
تأخرنا!
آن الأوان، فلننطلق!
* * *

هذه فناجينُ قهوتنا.
والعصافيرُ
والشَجَرُ الأخضرُ
الأزرقُ الظلِّ
والشمسُ تقفز من حائط نحو آخرَ
مثل الغزالة.
والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل
فيما تبقَّي لنا من سماء
وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات
تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ،
وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ.
* * *

بلاد علي أهبة الفجر،
أيقظ حصانك
صن لسانك
واصعد
خفيفا خفيفا،
لتسبق حلمك
...
داوِ بآهات ألمك جرحك
علي صخرة الموتى،
حطم قصبة رمحك، استَبـِق.
إلي الموت المتسلل في أعماقك،
أرسل برقية نعيك!
وارسم علي صفحة وليدك
ألوان غدك
أنغام مجدك، فرحك
أنسام عز... ونهارات تدوم!


* قصة القصيدة

منذ عدة أسابيع، كنت أقرأ "حالة حصار" للشاعر الجميل محمود درويش، مرت أيام وطيف بعض كلماتها لا يفارقني، أمسكت بقلمي، قطفت بضعة أبيات، ثم إنها لم ترق لي هكذا، حرف هنا وكلمة هناك، وبعض تغيير في الترتيب، نعم هكذا أفضل!... أيامٌ، وكنت في طرة، أزور أعمامي أرى خالاتي وألاعب الصغار، في عنبر الزراعة حيث إخوان القضية العسكرية، وبين الألم الذي رأيته في الجفون والألق الذي وجدته في العيون، كان الفؤاد يختلج، قرر أن يكتب شيئا، عدت إلي ورقتي... أيام أخرى، يأتي العيد، حاملا معه نسيم عرفة، وأخبارا أخرى، عائلة مالك تنجو من موت محقق في حادث سيارة، سبحانه، خفي اللطف! نزورهم رابع أيام العيد، أسلم علي عائشة، أرى حمزة علي السرير، نتحدث، أردت أن ألهو بالقلم قليلا علي قدمه الساكنة، يأبى، وقبل الخروج أمر علي خالتي أم معاذ، مشرقة كانت كعادتها، أخبرها أني أكتب شعرا، "اجعلني ملهمتك!"، عرفت حينها أني منذ أيام كثيرة كنت أكتبها لها، لهم، ولنا.

29‏/11‏/2008

لا زلت أذكر...!



لا زلت أذكر*...!



وقالت رويدك...
وجال بسمعي

صوت الصراخ
وصوت العويل
وصوت النحيب
...
وصوت الرثاء

ورغم البكاء

لا زلت أذكر!


وألقت بروعي
مخافة دربي
وأوجاع عمري
وحيرة فكري
وظل الفناء
ما زلت أذكر!


وروحي تنادي
وخلف قضبان نفسي
فؤادي كسير
وجسمي كليل
وصبري فقير
ولم يجد يوما جمع شتاتي

رغم أني

لا زلت أذكر!

رغم أنفي

لا زلت أذكر!



أحاول أبكي
أحاول أنعي
أحاول أرثي

أحاول أنسى!


أحاول أفرح
أحاول أمرح
أحاول أسعى

ولا زلت أذكر!



نفس شريدة

روح بعيدة

ولم يجد يوما ..
ولم يجد ليلا
...
ولم يجد شيئا
...
ولم يجد ضده
..
ولم يجد سيري بدرب الشقاء!

فعلام البقاء؟

ألا زلت أذكر؟!


أقاسيه جرحا مريرا بقلبي
أعانيه... سهما عميقا بروحي
أشد عليه... بخرقة حزني
وأسعي عليه
...
فتارة أحنو
وتارة أقسو
وتارة أنسي
وتارة أذكر
ولكن... طبي ما عاد ينجع
فما عاد يشفي

ما عاد يشفع
ولا عاد ينفع
!!

والدمع أسمع

فلا زلت أذكر!



وخارت قواي
وجئتك أرنو
وأهفو
وأشكو
وأبكي دموعا من القلب ترسل
وأرجوك عفوا
وصفحا
وحبا

...

علي البعد لكن

لا زلت أذكر!


وأذكر... فأذكر

وأذكر... وأذكر

أنا من عصيت
أنا من جرأت
أنا من ضللت
أنا من وقعت
أنا من هويت
أنا من غويت
أنا من نسيت
...

لا زلت أذكر!


ولكني
علمتك تعفو عن كل ذنب
...
فويحي.. عصيت
وأنت سترت
...
فويحي جرأت
...
وأنت هديت
...
فقلت يحب... وويحي...

ضللت

ما اهتديت

لا زلت أذكر!


وأنت مددت بكفك
...
فمن رام وصلا... وصلت
وويحي... تركت الطريق... وقعت
وأنت أضأت بنورك كل الحياة
فأعرضت عنه
وويحي هويت

لا زلت أذكر!


وعشقك أنت سقيت العباد
وويح الذي قد سقي من رويت
ولكنه ما سقي... ما ارتويت
وويحي غويت
وذكّرت غيري
بأنك تعفو
وأنك تستر
وأنك تهدي
وأنك نور وقدس وسقيا لروح المريد الشريد
وويحي... نسيت
!


هل كنت أهذي؟!

لا زلت أذكر!



إلهي
...
وكيف أقول إلهي
وفيها من اسمك أنت الإله
وفيها ضمير
يطاول ضما لذاتي... إليك
فويحي كيف أقول إلهي
أنا... من علمت
...

لا زلت أذكر!


وأنت أكرم

فيا ذا الجلال الجميل
يا ذا الكمال
بأنك أنت الرحيم
جد بالقليل
علي من بكي من كثير
وخذ منه فيك لترضي
ليوم الرحيل
وداو بطبك جرحا
أذاق الفؤاد مرارة طعم الحياة
فنورك أنت... يكون الشفاء
ووصل جميل

* * * * *

ثم بكيت

لا زلت أذكر!


ومضيت

في دروب الحياة، سعيت

لبيك!


رب رحيم

جبار... عظيم
قهار... كريم

يرحم المساكين
يجبر المنكسرين

به لا يعظم الضرر
به الخطب ليس بجلل

به تقهر الظلَم
وتطعى بسخاء
تبذل بكرم

...

وبعد الحيرة ذخيرة عزم
نور أمل
سيحيل روعك روعة
سيطلع فجرك من ظلمة
ويشرق وجهك بعد لوعة

...

وبعد الحيرة تواصل المسيرة


ويخسف ظل الفناء

بنور شمس النقاء
بدفء حب العطاء

وبوصل المعرفة

يدوم علي الطريق البقاء

فبعد النحيب

أمل يجيب

سعي يستجيب


وبعد البكاء عطاء
وبعد الرثاء دعاء

وبعد الفؤاد الكسير
يأس أسير
وروح تسير
بنوره تستنير

تسمو، فتنير

...لا، بل تنطلق
ومن أسرها تنعتق
وعلي الثرى تلقى بقضبانها

فتطوي عليها الأرض قطارا
وتكون للناس في الظلماء فنارا
للعالمين منارا
للعاملين شعارا
وللعاشقين عودا وقيثارا


ابكِ
وامسح بدمعك جراح الآلام
اروِ بحبك غراس الآمال
مزق يأسا
...

انعِ
وارثِ بكلماتك هزل الكلام
...
افرح
امرح سعيدا

لا تخش ملام


عجيب أمرك
غريب مقامك
أيبحث قلبك بدرب الشقاء
أما دريت تسير علي درب الشفاء؟

ألا فاستفق
وانتزع سهما أدمى الروح
نحو الحلم وجه بصرك
لا تسهم

...

ألقِ بخرقة الحزن بعيدا
وأشدد علي روحك عصابة العزم
اربط علي قلبك
أطلق روحك حرة علي سهم دعاء
فتسمع السماء
لا تخش عناء
ولا تحبس بكاء

...

أيا حبيب
علي نفسك، لا تقسُ
قريبا ترسو
وتحنو
وتعلو
...
تنتصر

ستهب نسائم قرب
وتلف وجودك

تتحدى القيظ بغيمات
تتحدى الألم ببسمات
بضحكات
ودمعات

والقطر سيسبق غيثك

وسيسكن بعد الترحال الصعب

...

قلب كان مروع



إنا علي العهد كما كنا
دوما نكون
...
فؤاد سمق
وحلم سبق
ونسر يطير قد انطلق



وكانت ليلة

يوشيها

ألق النجوم

...

الوجه تعلوه

مسحة حزن،

وجوم

...

ذكرتك،

حبك في فضاء قلبي

أَلِقـَا يدوم

...

لست أنكر!

فلا زلت أذكر...

لا زلت أذكر أنني

قد نسيت

ربما

ألا زلت تذكر؟!



___________________________

(*) النصف الأول من التدوينة إحدى نبضات عمرو الشعرية، عبثت بها قليلا، وفي النهاية هناك بضعة أبيات من أستاذتي، "وحدك"... أعلم أن عمرو لم يكن ليسمح ولكنه بالتأكيد مسامح، علي الأقل من باب العطف والشفقة... أو حتى من "باب تجارة"!