لا زلت أذكر*...!
وقالت رويدك...
وجال بسمعي
صوت الصراخ
وصوت العويل
وصوت النحيب
...
وصوت الرثاء
ورغم البكاء
لا زلت أذكر!
وألقت بروعي
مخافة دربي
وأوجاع عمري
وحيرة فكري
وظل الفناء
ما زلت أذكر!
وروحي تنادي
وخلف قضبان نفسي
فؤادي كسير
وجسمي كليل
وصبري فقير
ولم يجد يوما جمع شتاتي
رغم أني
لا زلت أذكر!
رغم أنفي
لا زلت أذكر!
أحاول أبكي
أحاول أنعي
أحاول أرثي
أحاول أنسى!
أحاول أفرح
أحاول أمرح
أحاول أسعى
ولا زلت أذكر!
نفس شريدة
روح بعيدة
ولم يجد يوما ..
ولم يجد ليلا...
ولم يجد شيئا...
ولم يجد ضده..
ولم يجد سيري بدرب الشقاء!
فعلام البقاء؟
ألا زلت أذكر؟!
أقاسيه جرحا مريرا بقلبي
أعانيه... سهما عميقا بروحي
أشد عليه... بخرقة حزني
وأسعي عليه...
فتارة أحنو
وتارة أقسو
وتارة أنسي
وتارة أذكر
ولكن... طبي ما عاد ينجع
فما عاد يشفي
ما عاد يشفع
ولا عاد ينفع!!
والدمع أسمع
فلا زلت أذكر!
وخارت قواي
وجئتك أرنو
وأهفو
وأشكو
وأبكي دموعا من القلب ترسل
وأرجوك عفوا
وصفحا
وحبا
...
علي البعد لكن
لا زلت أذكر!
وأذكر... فأذكر
وأذكر... وأذكر
أنا من عصيت
أنا من جرأت
أنا من ضللت
أنا من وقعت
أنا من هويت
أنا من غويت
أنا من نسيت...
لا زلت أذكر!
ولكني
علمتك تعفو عن كل ذنب...
فويحي.. عصيت
وأنت سترت...
فويحي جرأت...
وأنت هديت...
فقلت يحب... وويحي...
ضللت
ما اهتديت
لا زلت أذكر!
وأنت مددت بكفك...
فمن رام وصلا... وصلت
وويحي... تركت الطريق... وقعت
وأنت أضأت بنورك كل الحياة
فأعرضت عنه
وويحي هويت
لا زلت أذكر!
وعشقك أنت سقيت العباد
وويح الذي قد سقي من رويت
ولكنه ما سقي... ما ارتويت
وويحي غويت
وذكّرت غيري
بأنك تعفو
وأنك تستر
وأنك تهدي
وأنك نور وقدس وسقيا لروح المريد الشريد
وويحي... نسيت!
هل كنت أهذي؟!
لا زلت أذكر!
إلهي...
وكيف أقول إلهي
وفيها من اسمك أنت الإله
وفيها ضمير
يطاول ضما لذاتي... إليك
فويحي كيف أقول إلهي
أنا... من علمت...
لا زلت أذكر!
وأنت أكرم
فيا ذا الجلال الجميل
يا ذا الكمال
بأنك أنت الرحيم
جد بالقليل
علي من بكي من كثير
وخذ منه فيك لترضي
ليوم الرحيل
وداو بطبك جرحا
أذاق الفؤاد مرارة طعم الحياة
فنورك أنت... يكون الشفاء
ووصل جميل
* * * * *
ثم بكيت
لا زلت أذكر!
ومضيت
في دروب الحياة، سعيت
لبيك!
رب رحيم
جبار... عظيم
قهار... كريم
يرحم المساكين
يجبر المنكسرين
به لا يعظم الضرر
به الخطب ليس بجلل
به تقهر الظلَم
وتطعى بسخاء
تبذل بكرم
...
وبعد الحيرة ذخيرة عزم
نور أمل
سيحيل روعك روعة
سيطلع فجرك من ظلمة
ويشرق وجهك بعد لوعة
...
وبعد الحيرة تواصل المسيرة
ويخسف ظل الفناء
بنور شمس النقاء
بدفء حب العطاء
وبوصل المعرفة
يدوم علي الطريق البقاء
فبعد النحيب
أمل يجيب
سعي يستجيب
وبعد البكاء عطاء
وبعد الرثاء دعاء
وبعد الفؤاد الكسير
يأس أسير
وروح تسير
بنوره تستنير
تسمو، فتنير
...لا، بل تنطلق
ومن أسرها تنعتق
وعلي الثرى تلقى بقضبانها
فتطوي عليها الأرض قطارا
وتكون للناس في الظلماء فنارا
للعالمين منارا
للعاملين شعارا
وللعاشقين عودا وقيثارا
ابكِ
وامسح بدمعك جراح الآلام
اروِ بحبك غراس الآمال
مزق يأسا
...
انعِ
وارثِ بكلماتك هزل الكلام
...
افرح
امرح سعيدا
لا تخش ملام
عجيب أمرك
غريب مقامك
أيبحث قلبك بدرب الشقاء
أما دريت تسير علي درب الشفاء؟
ألا فاستفق
وانتزع سهما أدمى الروح
نحو الحلم وجه بصرك
لا تسهم
...
ألقِ بخرقة الحزن بعيدا
وأشدد علي روحك عصابة العزم
اربط علي قلبك
أطلق روحك حرة علي سهم دعاء
فتسمع السماء
لا تخش عناء
ولا تحبس بكاء
...
أيا حبيب
علي نفسك، لا تقسُ
قريبا ترسو
وتحنو
وتعلو
...
تنتصر
ستهب نسائم قرب
وتلف وجودك
تتحدى القيظ بغيمات
تتحدى الألم ببسمات
بضحكات
ودمعات
والقطر سيسبق غيثك
وسيسكن بعد الترحال الصعب
...
قلب كان مروع
إنا علي العهد كما كنا
دوما نكون
...
فؤاد سمق
وحلم سبق
ونسر يطير قد انطلق
وكانت ليلة
يوشيها
ألق النجوم
...
الوجه تعلوه
مسحة حزن،
وجوم
...
ذكرتك،
حبك في فضاء قلبي
أَلِقـَا يدوم
...
لست أنكر!
فلا زلت أذكر...
لا زلت أذكر أنني
قد نسيت
ربما
ألا زلت تذكر؟!
___________________________
(*) النصف الأول من التدوينة إحدى نبضات عمرو الشعرية، عبثت بها قليلا، وفي النهاية هناك بضعة أبيات من أستاذتي، "وحدك"... أعلم أن عمرو لم يكن ليسمح ولكنه بالتأكيد مسامح، علي الأقل من باب العطف والشفقة... أو حتى من "باب تجارة"!
هناك تعليق واحد:
والله انت قولتها بنفسك
عبثت بها قليلا.. بل قل.. عبثت بها كثيرا...
فقط.. أريدك أن ترحم نفسك من موجة الحزن تلك التي تعصف بقارب أفكارك.. وبعدها نتكلم في إذا كنت مسامح وللا لا!!
إرسال تعليق