لست أنا!

نجوما وأهلة
وأطيارا سابحة والهة
معها سبحت
حلقت روحي إذ سَمَت
...
أقمار أطلت
وأنهار ود صفت
لكن الطيور لم تسقـِ
ولا روحي ارتوت
...

فعلي صفحة الماء البارد
وجهي العابس
رأت
أهذا "أنا"؟
هالها المرأى
فجرت
ما فكرت
...
فمضيت
أطوي الطريق اليابسة طيا
ابحث عني
لأني لست "أنا"
* * *

ومضيت
ثم مضيت
وأضناني مضيّ العمر
إذ أمضيت
ولما وجدتني
أني أنا
عدت فرأيت
* * *

رأيتني في عيون الناس
كأني "أنا" الذي أبقيت
وجدتني مازلتني
فعرفت أني
لست "أنا"
صرخت فيهم
إذ من لوعتي انثنيت
لست "أنا"
لست "أنا"
فأنا أنا
* * *

مالِ الدنيا؟!
تسرق منا أحلامنا
أو لعلها كانت أوهامنا
لا
رفقا بنفسك يا غلام
لا تفقأ بضيقك آلامنا
"حل" أو "وه"؟
هي علي كل حال
أوجاعنا!
* * *

حياة
زائفة أحلامها
أمالها ضائعة
كثيرة آلامها
سهامها جارحة
ومع ذاك
يبقى وجودنا
جديرا بابتسامة
أو بعض فرح
رغم ذاك
رغم كل ما انجرح!
* * *

كم من قريب لامنا
في قسوة أهاننا
سرق من قلبنا أماننا
سرق من ورودنا بستاننا
كنا قد رسمنا الطريق
أمامنا
نسمو معا
نرقي به
لله نبني إنساننا
فأراد انتزاع إجابة
لسؤال أسال دمعنا
ولما أتته
ظن الإهانة مننا
وإذا سهامه خلفنا!
لست أنا من صنع الخرافة
لست أنا!
* * *

أيها العابثون
مهلا
...
كفاكم جراحا
كفوا آذاكم
سدوا آذانكم
كفى غدرا بواحا
...
كفى جرحا
كفى طعنا
بمن كان معكم
ود اليوم لو من شركم استراحا
...
كفكفوا أيديكم السود
أو أطلقوها
...

شدوا ألسنتكم
وعلي سنان سهام حروفكم
سمروها
فاقطعوها!
...
ويحكم
أبقلبي تعبثون
لست أنا!
لو تعلمون
ليس أنا
هل تعقلون؟!
* * *

من اقترب
بالنار احترق
...
من شارف الماء
غرق
...
فيا أيها الأبله
استفق!
لست أنا!
* * *

وانتظرَ مني إجابة
وفي صدري حملتها
ما أخرتها
لكنها
كانت سوداء
بالدم نازفة
لا بل خنجرا
في قلبي طويتها
حدبا عليه أخفيتها
...
ثم فاض بي
إذ صار صدري دمدما
وإذا به
يريد سماعها
يريد الإجابة... والخنجرا!
...
فيا معشر الكون
أيطلق عاقل شفاء بلسما
علي مسموم سهم بلقعا؟!
حمّلت رسالتي حماما بيضا
بجناحه طار فرفرفا
ألقى الإجابة
فحسبها إساءة
* * *

ظن الإهانة
ما درى
أن بظنه أهاننا
* * *

لعلي لم أُصِب
ربما
...
ولكن خطأ غير خطأ
وسرِّي كريم
لست مباحا
لست كلأ
فاسكتوا أيها الملأ
لست أنا!
* * *

أردت انتزاع حب
لكن حبي دون امتلاك
...
قلبي كبير
نفسي عزيزة
قد صنتها كملاك
...
فأعلموا هذا
دونه الهلاك!
...
لست أنا!
* * *

لا ينتزع الحب انتزاعا
فهو وحده ملك الإله
...
آه علي قلبي ألف آه
أشكو إلي الله
لا يداوي الجراح سواه
* * *

بقسوة طعن قلبي
فأدماه
لكنه في جرحه
ما اشتكاه
...
ود لو في ود
لاقاه
ود لو في ضيقه واساه
أو في موته بكاه
ود لو كان قال وافرحتاه
ولكن
واسوأتاه
واضيعتاه
...
ضاع الشريد
ضل الصغير طريقه
سقط في بئر بعيدة
وأسفاه!
ولكن لا
لست أنا!
* * *

بلى
حق ما قال تميم
كنت أقولها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها تسر
ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
...
لست أنا!
* * *

واذكري تاء بفتح
والربط احتمال
قد عينته لك
لم أقله تجاوزا
بل أردت "التجاوز"
فلم تأويل الفعال
لست أنا!
* * *

كونيك!
كوني كما كانت التاء
اطردي الوسواس الخناس
عافِ كلام الناس
فهو غثاء
هو كخرقة بالية سوداء
في ليل دامس بلا حراس
...
كوني كما عرفت
سامية الإحساس
...
لو شئت
رأيت الأمر دون التباس
...
لو كان الجبر بذر الحب
فبئس الغراس
لست أنا!
* * *

ومن أنا؟
ما هنتي ولا كنت أنا!
كفاك أنك أنت أنت
لا تذكريني
...
أو فاذكريني مرة
ودعيني
ثم من دفتر الحب
برفق امسحيني
...
ولكن
اذكري ذاك
واذكري أنك أنت
أما أنا
فلست من أردت
لست أنا!
* * *

نعم!
اذكري هذا
واذكري ذاك
واذكري أن الحب نور
...
لو كان صدقا
علينا لا يجور
لو كان أرضا
رغم أنف الردى لا يبور
* * *

باء وألف
يكفيك أنك تاء
فكُفِّي البكاء
وارفعي للحلم اللواء
...
أتسمعين؟
أرهفي السمع
واعلمي لو شئت
أن الحياة سؤال
نداء
أنك بالجواب تكونين
أن الجواب حياة
تاء
فكوني بـِنعم أو كوني بـِلاء
أو امسحي لو شئت
كل حروف الهجاء
...
ولكن قبلها اذكري
سيبقى الود بيننا
لست أنا!

هناك 4 تعليقات:
الله يسامحك...
حسستني بالذنب إني كنت مصدقك لما بسألك مالك وتقوللي أنا كويس..!!
لا تعليق..
فقط...
دمعة!
لنا لقاء
وحتي ذلك الحين
دم معافي!
لم اتوقع أن أرى تلك الكلمات هنا
فهى على روعتها تحمل حزنا لم أعتده هنا
ربما اكون قد اخطأت الفهم سابقا
لكن على كل الأحوال
كن "أنت " كما انت
لن يفيد الهروب من الذات كثيرا
مسكن وقتى نعم , لكنه يترك ألما اكبر
دمت بكل خير :
متفائلا خلدونياسيميائيا
كثيرا مانحلم ونعيش بالامل وكثيرا ما نحيد عنه ثم نعود ثانيه ولكن هذه حال البشر ولكنى اكتشفت ان ليس كل البشر اننا ما نسمح لانفسنا بذلك فالايام سواء سوى اننا من نملك تفسيراتها ع حسب رغباتنا ونفسياتنا 00ولماذا (لست أنت)فنحن نحن ولكننا نسمح لانفسنا ان نغفو قليلا لبعض الاشياء ولكننا نعود وسنعود 00كلمات حضرتك الكتابية أكثر من رائعة ولكن هى من وحى نفسك أم لبعض الكتاب 00وأعتقد أنك تمر بخناق نفسى لا أكثر 000وعذرا ع الاطالة 00ودمت مبدعا سيميائيا
وتذكر دائما (سيبقى وجودنا جديرا بابتسامة)
إرسال تعليق