[ سراج ]

"وما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا كدهه" مولانا المسيري .....| | | | |..... "عندما نعرف لماذا نعيش... سيكون من السهل أن نعرف كيف نعيش" نيتشه .....| | | | |..... "عندما تريد شيئا بإخلاص يتآزر العالم معك ليساعدك علي تحقيق ما تحلم به|" باولو كويهليو .....| | | | |..... "لا يهم من أين نبدأ... بل أين ننتهي" أستاذتي هبة .....| | | | |..... "الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء" هيلين كيلر .....| | | | |..... "المغامرات هي بـهجة الحياة" تشسترتون .....| | | | |..... "إن بهجة الحياة ليست شيئا آخر سوى احتمال تحقيق الحلم" كويهليو .....| | | | |..... "إذا ظننت أنك تقدر أو أنك لا تقدر... فأنت غالبا علي حق" هنري فورد .....| | | | |..... "ما دام الأمل طريقا فسنحياه، فإما وجدناه بأيدينا صنعناه" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "النور يخترق الظلام... أما الأمل فيخترق كل شيء" .....| | | | |..... "المنطلق... فؤاد سمق، وحلم سبق، ونسر يطير قد انطلق" عمرو أشرف .....| | | | |..... "لا تستسلم أبدا... من يمتلك الأمل يمتلك كل شيء!" .....| | | | |..... "ما دامت هناك حياة... فهناك أمل" .....| | | | |..... "ركز علي قدراتك بدلا من التفكير في القيود التي تحد من انطلاقاتك" .....| | | | |..... "فرحة واحدة تبدد مئات الأحزان!" كونفشيوس .....| | | | |..... "الذي يحيى بالثقة تحييه الثقة... والذي لا يبالي بالهم لا يبالي الهم به!" .....| | | | |..... "المؤمن الضعيف يتعلل بالقضاء والقدر... والمؤمن القوي هو قضاء الله وقدره في الأرض" محمد إقبال .....| | | | |..... "ما دمنا أحياء، تبقي عزائمنا تدفع عقارب ساعاتنا... لننطلق نحو المستقبل.ونسمو بأرواحنا نحو الآفاق... ننطلق بلا حدود!" عبد الرحمن منصور .....| | | | |..... "نحن نتعثر لكي ننهض، ونهزم في المعارك لكي نحرز نصرا أروع... تماما كما ننام لكي نصحو أكثر قوة ونشاطا" .....| | | | |..... "ليس هناك سبب للحب؛ الإنسان يحب لأنه يحب" كويهليو .....| | | | |..... "الحب نور من أنوار الله" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "الحب قوة تسمو بالإنسان، كما أن غيابها يدمره" كويهليو .....| | | | |..... "طالما أن الشجرة ليست يابسة، فإنها تستطيع الاستمتاع بالربيع" كولن .....| | | | |..... "ولقد شهدت جماله في ذاتي، حين صفت وانصقلت مرآتي" مولانا جلال الدين الرومي .....| | | | |..... "الراحمون يرحمهم الرحمن" النبي محمد .....| | | | |..... "لا تسيء تقدير قوة الأحلام وتأثير العزيمة الداخلية للإنسان... فكلنا سواء في أننا نملك بذور العظمة الكامنة في داخلنا" .....| | | | |..... "من المؤكد أنه لم يحدث أي شيء عظيم في هذه الدنيا، إلا إذا كان وراءه حماس عظيم" هيجل .....| | | | |..... "الأعمال العظيمة يتم آداؤها بالمثابرة، وليس بالقوة!" صامويل جونسون .....| | | | |..... "لتحقيق إنجازات عظيمة نحتاج لأمرين: خطة ووقت!" .....| | | | |..... "من عجائب الحياة أنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة، فإنك ستصل إليها" .....| | | | |..... "إذا أنت لم تزد شيئا علي الدنيا، كنت أنت زائدا عليها" الرافعي .....| | | | |..... "أينما كنت... افعل ما تستطيع، بما تملك" روزفلت .....| | | | |..... "إن نماء الأوطان ببناء الإنسان" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "سنهزم تحدياتنا بالحب" .....| | | | |..... "علي قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي علي قدر الكرام المكارم" .....| | | | |..... "ما هي الظروف؟ الإنسان هو الذي يصنع الظروف" نابليون .....| | | | |..... "إذا لم يستجب أحد لندائك... فلتسر وحدك!" طاغور .....| | | | |..... "الصعب، نفعله فورا... أما المستحيل، فربما قد يستغرق وقتا أطول" .....| | | | |..... "الطموح هو ما يجعل من الطفل رجلا، ومن الرجل عظيما، ومن العظيم أسطورة حية" عمرو أشرف .....| | | | |..... "إذا كنت ذا رأي، فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا... وإن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلا، فإن فساد العزم أن يتقيدا" .....| | | | |..... "الشدائد تصنع الرجال، والعافية تنمي الأفكار... فلا الرجال بلا أفكار يستمرون، ولا أفكار الرجال بلا عافية تبقى" .....| | | | |..... "الإجابة الوحيدة علي الهزيمة هي الانتصار" تشرشل .....| | | | |..... "عندما يفوز أي إنسان وتسمو روحه، يفوز العالم كله معه... وعندما يخسر، يخسر العالم كله معه" غاندي .....| | | | |..... "لا يوجد شيء جميل أو قبيح، ولكن التفكير فيه يجعله كذلك" .....| | | | |..... "فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" .....| | | | |..... "كل تحدٍ هو فرصة لا نهائية للنمو والسمو والعلو" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "ما دامت النية خالصة، وما دام العقل يفكر... فانطلق، ودع يد الله تعمل في الخفاء" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "أول الدروس: إخلاص النية، وصدق الطلب، ورجوع الافتقار" أستاذتي هبة .....| | | | |..... "من طلب ما يريدمن الله، فلن يبقى محروما" كولن .....| | | | |..... "عندما تنغلق في وجوهنا أبواب الأرض، سنظل نذكر أن للسماء أبوابا لا تضيق" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "الدعاء سحر يمنح الإرادة جناحين" كولن .....| | | | |..... "إن الإنسان يدعو الله كي تتحقق المعجزات... ولكن لابد أن يعمل علي تحقيقها" دراكر .....| | | | |..... "البر لا يَبلى، والحب لا يُنسى، والخير كالطاقة لا يتبدد... وإنما يتحول من صورة إلي أخرى" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "ابدأ وعينك علي النهاية" أستاذي أحمد محمد علي .....| | | | |..... "عندما تريد شيئا بإخلاص، يتآزر العالم كله ليساعدك علي تحقيق أحلامك" كويهليو .....| | | | |..... "تخيل أن الجميع مستنيرون إلا أنت" .....| | | | |..... "تواضع علي قدر علمك، بجهلك!" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "لا يزال المرء عالما ما طلب العلم... حتى إذا قال علمت، فقد جهل" .....| | | | |..... "إذا وصلوا إليه لم يرجعوا عنه أبدا... إنما رجع من رجع عن الطريق" .....| | | | |..... "الحقيقة بحث لا وصول"، فـ"الرحلة نفسها هي المنتهى" .....| | | | |..... "قد يتشكك الناس فيما تقوله... لكنهم سيصدقون حتما ما تفعله" .....| | | | |..... "عمل رجل في ألف رجل، خير من قول ألف رجل لرجل" .....| | | | |..... "أدركنا أناسا يراءون بما يعملون فصاروا الآن يراءون بما لا يعملون" .....| | | | |..... "ليس الطريق بمن سبق... إنما الطريق بمن صدق" .....| | | | |..... "في كل مجتمع هناك عمل يجب أن ينجز، وفي كل أمة هناك جراح يجب أن تداوى، ونفوس يجب أن تواسى، وفي كل قلب هناك قدرة علي فعل ذلك" .....| | | | |..... "إذا صح منك العزم أرشدت للحيل" .....| | | | |..... "الحياة تريد أن تختبرك قبل أن تعطيك كنزك الموعود" كويهليو .....| | | | |..... "الطريق يصنعه المشي" كويهليو .....| | | | |..... "قليل من الغرق لا يضر... بئست حياة الأمان التي لا تسر" عبد الرحمن حسام .....| | | | |..... "ليست للحياة قيمة بدون حلم يستحق أن نناضل من أجله" .....| | | | |..... "إن بهجة الحياة ليست شيئا آخر غير احتمال تحقيق الحلم" كويهليو .....| | | | |..... "تنتهي القصص الخيالية دون غيرها بهذه الجملة: "ثم عاشوا في سعادة وهناء" دراكر .....| | | | |.....

23‏/12‏/2008

بلاد علي أهبة الفجر




بلاد علي أهبة الفجر*



عبد الرحمن حسام-عبدو بن خلدون-
بالاشتراك مع -

الشاعر الكبير-محمود درويش




[ إهداء ]



إلي الأحرار رغم الأسوار
إلي فرسان العسكرية بعد مرور عامين
إلي الصامدين تحت الحصار
إلي الصادقين
إلي عائلة الشاطر ومالك وصحبهم
إلي كل السائرين علي طريق الانتصار
إلي سعد ومعاذ وبلال وأحمد وعبد الرحمن
إلي عائشة
...
سيطلع النهار!



بلاد علي أهبة الفجر


وفيما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي
وفيما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.


* * *

هنا، عند مُنْحَدَرات التلال،
أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ ما يفعلُ الحكماء،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ.

* * *
سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي
نشوة الضوءِ،
ضوءِ الفراشةِ،
في ليل هذا النَفَقْ.
سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي
في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:
سلامٌ على شَبَحي.

* * *

بلاد علي أهبة الفجر،
عما قليل
تنام الكواكب في لغة الشعر.
عما قليل
نودع هذا الطريق الطويل
ونسأل: من أين نبدأ؟
* * *

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر...
صرنا أَقلَّ ذكاءً،
لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر

* * *

نحلمق، لا نزال
والحياة هنا
تتساءل
كيف نعيد إليها الحياة؟
لكننا نحملق، ونحملق
ونحملق
ويبقى السؤال!
* * *

يقولُ على حافَّة الموت:
لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
حُرٌّ أَنا قرب حريتي.
وغدي في يدي
* * *

لكننا نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
* * *

أمس الذي
كُلَّما جاءني، قلت له:
ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
وتعالَ غداً!
* * *

وأمضي أُفكِّر، من دون جدوى:
بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
فتوجعنُي الخاطرةْ
وتنتعشُ الذاكرةْ
* * *

نعم!
عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
كما هي، عاديّةً ماكرةْ
رماديّة أَو مُلوَّنةً...
وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
فليكن
خفيفاً على القلب والخاصرةْ
فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّسُ
من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!
* * *

لا!
لم تكن هذه القافيةْ
ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
ولا لاقتصاد الأَلمْ
إنها زائدةْ
كذبابٍ على المائدةْ
* * *

دهشة تقتلني!
هل نسيء إلي أحد؟
هل نسيء إلي بلد،
لو أصبنا، ولو من بعيد،
ولو مرة، برذاذ الفرح؟
* * *

سأصرخ في عزلتي،
لا لكي أوقظ النائمين.
ولكن لتوقظني صرختي
من خيالي السجين!
* * *

هنا في قيظ الشمس
ووقدة النهار
نظل نخزن أحزاننا في الجرار،
لئلا يراها الجنود
فيحتفلوا بالحصار...
أو يراها الحمقى،
فيحتفوا بانكسار...
نخزنها لمواسم أخرى،
لذكرى،
لشيء يفاجئنا في الطريق الطويل...
ذاك الطريق المضاء بقنديل منفي
ونار
* * *

واقفون هنا.
قاعدون هنا.
دائمون هنا.
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
هنا خالدون
* * *

قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ!
* * *

ويقول لي: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
كن ذاتَ موضوعك التائهةْ
و موضوع ذاتكَ...
كُنْ حاضراً في الغيابْ
كن أنت -علي البعد- الإياب!
* * *

لكنه يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:
هاتفي لا يرنُّ
ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
فكيف تيقَّنتِ من أَنني
لم أكن ههنا!

* * *

ويَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:
في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.
في انتظارك،
تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...
إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.
في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.
* * *

وفي الصباح الذي سوف يعقب هذا الحصار
سوف تمضي فتاة إلي حبها
بالقميص المزركش، والبنطلون الرمادي
شفافة المعنويات كالمشمشيات في شهر آذار:
هذا النهار لنا كله
كله يا حبيبي،
فلا تتأخر كثيرا،
كيلا يحط غراب علي كتفي...
وستقضم تفاحة في انتظار الأمل
في انتظار الحبيب الذي،
ربما،
ربما لن يصل
* * *

يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ؟
تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي
وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ... أَبْعَدْ
* * *

لكني لازلت قَلِق!
كيف أصبح سيدها
وأنا عبدها!
كيف أجعل حريتي حرة
دون أن نفترق؟
* * *

على الروح أَن تترجَّلْ
وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا...
كصاحِبَيْن قديمين
يقتسمانِ الرغيفَ القديم
لنقطع هذا الطريق معاً
* * *

ثم زرتها.
بجسد مسَّه وهن، حادثتني
بنفس أصابها شجن.
لكن العينين لازالتا
-علي طول الليالي-
تأتلق
* * *

محن السنين
كالأيام تمر، كالساعات
غدا نقول مرت
والألم، يندثر
فأرفعوا للنصر الرايات
ينهمر
...
أرى الأيتام
أبصرهم، فأوقن
أن الأرواح لا تفترق
لست قَلِق!
* * *

وأُرْهِفُ، فاسمعه
من بعيد
يناديني
أيها المجنون استفق!
لم تزل فينا الحياة
لم تزل فينا
بقية من رمق
لم ننسحق!
لن ننسحق!
* * *

فاغزلي لي يا ملهمتي
بنور الحب
دثار أمل
احتمي به في صقيع الليل،
يواسيني، يدفئني
يداويني، ويحميني
إذا ما أصابني أرق.
أو فأسرجي لي خيل عزم
أطوي به قفار الروح،
يدنيني
إذا ما الفؤاد سمق.
ودليني
قد بدأ السبق
تأخرنا!
آن الأوان، فلننطلق!
* * *

هذه فناجينُ قهوتنا.
والعصافيرُ
والشَجَرُ الأخضرُ
الأزرقُ الظلِّ
والشمسُ تقفز من حائط نحو آخرَ
مثل الغزالة.
والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل
فيما تبقَّي لنا من سماء
وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات
تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ،
وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ.
* * *

بلاد علي أهبة الفجر،
أيقظ حصانك
صن لسانك
واصعد
خفيفا خفيفا،
لتسبق حلمك
...
داوِ بآهات ألمك جرحك
علي صخرة الموتى،
حطم قصبة رمحك، استَبـِق.
إلي الموت المتسلل في أعماقك،
أرسل برقية نعيك!
وارسم علي صفحة وليدك
ألوان غدك
أنغام مجدك، فرحك
أنسام عز... ونهارات تدوم!


* قصة القصيدة

منذ عدة أسابيع، كنت أقرأ "حالة حصار" للشاعر الجميل محمود درويش، مرت أيام وطيف بعض كلماتها لا يفارقني، أمسكت بقلمي، قطفت بضعة أبيات، ثم إنها لم ترق لي هكذا، حرف هنا وكلمة هناك، وبعض تغيير في الترتيب، نعم هكذا أفضل!... أيامٌ، وكنت في طرة، أزور أعمامي أرى خالاتي وألاعب الصغار، في عنبر الزراعة حيث إخوان القضية العسكرية، وبين الألم الذي رأيته في الجفون والألق الذي وجدته في العيون، كان الفؤاد يختلج، قرر أن يكتب شيئا، عدت إلي ورقتي... أيام أخرى، يأتي العيد، حاملا معه نسيم عرفة، وأخبارا أخرى، عائلة مالك تنجو من موت محقق في حادث سيارة، سبحانه، خفي اللطف! نزورهم رابع أيام العيد، أسلم علي عائشة، أرى حمزة علي السرير، نتحدث، أردت أن ألهو بالقلم قليلا علي قدمه الساكنة، يأبى، وقبل الخروج أمر علي خالتي أم معاذ، مشرقة كانت كعادتها، أخبرها أني أكتب شعرا، "اجعلني ملهمتك!"، عرفت حينها أني منذ أيام كثيرة كنت أكتبها لها، لهم، ولنا.

29‏/11‏/2008

لا زلت أذكر...!



لا زلت أذكر*...!



وقالت رويدك...
وجال بسمعي

صوت الصراخ
وصوت العويل
وصوت النحيب
...
وصوت الرثاء

ورغم البكاء

لا زلت أذكر!


وألقت بروعي
مخافة دربي
وأوجاع عمري
وحيرة فكري
وظل الفناء
ما زلت أذكر!


وروحي تنادي
وخلف قضبان نفسي
فؤادي كسير
وجسمي كليل
وصبري فقير
ولم يجد يوما جمع شتاتي

رغم أني

لا زلت أذكر!

رغم أنفي

لا زلت أذكر!



أحاول أبكي
أحاول أنعي
أحاول أرثي

أحاول أنسى!


أحاول أفرح
أحاول أمرح
أحاول أسعى

ولا زلت أذكر!



نفس شريدة

روح بعيدة

ولم يجد يوما ..
ولم يجد ليلا
...
ولم يجد شيئا
...
ولم يجد ضده
..
ولم يجد سيري بدرب الشقاء!

فعلام البقاء؟

ألا زلت أذكر؟!


أقاسيه جرحا مريرا بقلبي
أعانيه... سهما عميقا بروحي
أشد عليه... بخرقة حزني
وأسعي عليه
...
فتارة أحنو
وتارة أقسو
وتارة أنسي
وتارة أذكر
ولكن... طبي ما عاد ينجع
فما عاد يشفي

ما عاد يشفع
ولا عاد ينفع
!!

والدمع أسمع

فلا زلت أذكر!



وخارت قواي
وجئتك أرنو
وأهفو
وأشكو
وأبكي دموعا من القلب ترسل
وأرجوك عفوا
وصفحا
وحبا

...

علي البعد لكن

لا زلت أذكر!


وأذكر... فأذكر

وأذكر... وأذكر

أنا من عصيت
أنا من جرأت
أنا من ضللت
أنا من وقعت
أنا من هويت
أنا من غويت
أنا من نسيت
...

لا زلت أذكر!


ولكني
علمتك تعفو عن كل ذنب
...
فويحي.. عصيت
وأنت سترت
...
فويحي جرأت
...
وأنت هديت
...
فقلت يحب... وويحي...

ضللت

ما اهتديت

لا زلت أذكر!


وأنت مددت بكفك
...
فمن رام وصلا... وصلت
وويحي... تركت الطريق... وقعت
وأنت أضأت بنورك كل الحياة
فأعرضت عنه
وويحي هويت

لا زلت أذكر!


وعشقك أنت سقيت العباد
وويح الذي قد سقي من رويت
ولكنه ما سقي... ما ارتويت
وويحي غويت
وذكّرت غيري
بأنك تعفو
وأنك تستر
وأنك تهدي
وأنك نور وقدس وسقيا لروح المريد الشريد
وويحي... نسيت
!


هل كنت أهذي؟!

لا زلت أذكر!



إلهي
...
وكيف أقول إلهي
وفيها من اسمك أنت الإله
وفيها ضمير
يطاول ضما لذاتي... إليك
فويحي كيف أقول إلهي
أنا... من علمت
...

لا زلت أذكر!


وأنت أكرم

فيا ذا الجلال الجميل
يا ذا الكمال
بأنك أنت الرحيم
جد بالقليل
علي من بكي من كثير
وخذ منه فيك لترضي
ليوم الرحيل
وداو بطبك جرحا
أذاق الفؤاد مرارة طعم الحياة
فنورك أنت... يكون الشفاء
ووصل جميل

* * * * *

ثم بكيت

لا زلت أذكر!


ومضيت

في دروب الحياة، سعيت

لبيك!


رب رحيم

جبار... عظيم
قهار... كريم

يرحم المساكين
يجبر المنكسرين

به لا يعظم الضرر
به الخطب ليس بجلل

به تقهر الظلَم
وتطعى بسخاء
تبذل بكرم

...

وبعد الحيرة ذخيرة عزم
نور أمل
سيحيل روعك روعة
سيطلع فجرك من ظلمة
ويشرق وجهك بعد لوعة

...

وبعد الحيرة تواصل المسيرة


ويخسف ظل الفناء

بنور شمس النقاء
بدفء حب العطاء

وبوصل المعرفة

يدوم علي الطريق البقاء

فبعد النحيب

أمل يجيب

سعي يستجيب


وبعد البكاء عطاء
وبعد الرثاء دعاء

وبعد الفؤاد الكسير
يأس أسير
وروح تسير
بنوره تستنير

تسمو، فتنير

...لا، بل تنطلق
ومن أسرها تنعتق
وعلي الثرى تلقى بقضبانها

فتطوي عليها الأرض قطارا
وتكون للناس في الظلماء فنارا
للعالمين منارا
للعاملين شعارا
وللعاشقين عودا وقيثارا


ابكِ
وامسح بدمعك جراح الآلام
اروِ بحبك غراس الآمال
مزق يأسا
...

انعِ
وارثِ بكلماتك هزل الكلام
...
افرح
امرح سعيدا

لا تخش ملام


عجيب أمرك
غريب مقامك
أيبحث قلبك بدرب الشقاء
أما دريت تسير علي درب الشفاء؟

ألا فاستفق
وانتزع سهما أدمى الروح
نحو الحلم وجه بصرك
لا تسهم

...

ألقِ بخرقة الحزن بعيدا
وأشدد علي روحك عصابة العزم
اربط علي قلبك
أطلق روحك حرة علي سهم دعاء
فتسمع السماء
لا تخش عناء
ولا تحبس بكاء

...

أيا حبيب
علي نفسك، لا تقسُ
قريبا ترسو
وتحنو
وتعلو
...
تنتصر

ستهب نسائم قرب
وتلف وجودك

تتحدى القيظ بغيمات
تتحدى الألم ببسمات
بضحكات
ودمعات

والقطر سيسبق غيثك

وسيسكن بعد الترحال الصعب

...

قلب كان مروع



إنا علي العهد كما كنا
دوما نكون
...
فؤاد سمق
وحلم سبق
ونسر يطير قد انطلق



وكانت ليلة

يوشيها

ألق النجوم

...

الوجه تعلوه

مسحة حزن،

وجوم

...

ذكرتك،

حبك في فضاء قلبي

أَلِقـَا يدوم

...

لست أنكر!

فلا زلت أذكر...

لا زلت أذكر أنني

قد نسيت

ربما

ألا زلت تذكر؟!



___________________________

(*) النصف الأول من التدوينة إحدى نبضات عمرو الشعرية، عبثت بها قليلا، وفي النهاية هناك بضعة أبيات من أستاذتي، "وحدك"... أعلم أن عمرو لم يكن ليسمح ولكنه بالتأكيد مسامح، علي الأقل من باب العطف والشفقة... أو حتى من "باب تجارة"!

22‏/11‏/2008

مناجاة إنسان



إلـهي*


إلهي
كن بنا رءوفا
وعلينا عطوفا

إلهي
أغنني بجودك حتى أستغني بك عن طلبي


إلـهي
كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك
كلما أيستني أوصافي أطمعتني مننك

إلـهي
متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟
أو متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟!

إلـهي
بك أنتصر فانصرني،
وعليك أتوكل فلا تكلني،
وإياك أسأل فلا تخيّبني،
وفى فضلك أرغب فلا تحرمني،
ولجنابك أنتسب فلا تبعدني،
وببابي أقف فلا تطردني

عميت عين لا تراك عليها رقيبا
تعس عبد لم يجعل له من حبك نصيبا
خاب عبد جهل أن دعاءه منة منك إليك

إلهي
كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك؟!
أم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك؟!

ماذا وجد من فقدك؟
وما الذي فقد من وجدك؟
خاب من رضي دونك بدلا
خسر من بغى عنك متحولا

إلـهي كيف يرجى سواك ، وأنت ما قطعت الإحسان؟
وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان؟
يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه متملقين،
ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين

إلهي
تعلم وإن لم تدم الطاعة من فعلا جزما
فقد دامت محبة وعزما

أنت الذاكر من قبل الذاكرين،
وأنت البادئ بالإحسان من قبل توجه العابدين،
وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين،
وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبتنا من المستقرضين...

إلـهي
هذا ذلي ظاهر بين يديك،
وهذا حالي لا يخفى عليك،

منك أطلب الوصول إليك،
وبك أستدل عليك،
فاهدني بنورك إليك،
وأقمني بصدق العبودية بين يديك
هبي عملا صالحا يقربني إليك
اجمعني عليك بخدمة توصلني إليك

إلهي
كيف أستعز وفي الذلة أركزتني؟
أم كيف لا أستعز وإليك نسبتني؟!

كيف لا أفتقر وفي الفقر أقمتني؟
أم كيف أفتقر وبجودك أغنيتني؟!

يا من استوى برحمانيته علي عرشه
ارحمنا بقدرتك علينا
فلا نهلك وأنت رجاؤنا

عفو
كريم
رحيم
تحب العفو
فاعف عنا
وارحمنا رحمة تغنينا عن رحمة من سواك
فأنت السلام ومنك السلام
تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام

إلهي
وكيف أقول إلهي
وفيها من اسمك أنت الإله
وفيها ضمير
يطاول ضما لذاتي إليك؟!

فويحي كيف أقول إلهي؟
أنا من علمت!

فيا ذا الجلال الرحيم الجميل
يا ذا الكمال
بأنك أنت الرحيم
جد بالقليل
علي من بكى من كثير
وخذ منه لترضى
ليوم الرحيل

وداوٍ بطبك جرحا
أذاق الفؤاد مرارة طعم الحياة
فنورك أنت يكون الشفاء...
ووصل جميل!


____________________
* الجزء الأول من مناجاة "ابن عطاء الله السكندري" مع بعض التعديل في الترتيب وبعض الإضافات، والجزء الأخير من تدوينة عمرو طموح الشعرية نور حياة.

09‏/11‏/2008

لست أنا!


لست أنا!






نجوما وأهلة
وأطيارا سابحة والهة
معها سبحت
حلقت روحي إذ سَمَت
...
أقمار أطلت
وأنهار ود صفت
لكن الطيور لم تسقـِ
ولا روحي ارتوت
...



فعلي صفحة الماء البارد
وجهي العابس
رأت
أهذا "أنا"؟
هالها المرأى
فجرت
ما فكرت
...
فمضيت
أطوي الطريق اليابسة طيا
ابحث عني
لأني لست "أنا"

* * *



ومضيت
ثم مضيت
وأضناني مضيّ العمر
إذ أمضيت
ولما وجدتني
أني أنا
عدت فرأيت

* * *



رأيتني في عيون الناس
كأني "أنا" الذي أبقيت
وجدتني مازلتني
فعرفت أني
لست "أنا"
صرخت فيهم
إذ من لوعتي انثنيت
لست "أنا"
لست "أنا"
فأنا أنا

* * *



مالِ الدنيا؟!
تسرق منا أحلامنا
أو لعلها كانت أوهامنا
لا
رفقا بنفسك يا غلام
لا تفقأ بضيقك آلامنا
"حل" أو "وه"؟
هي علي كل حال
أوجاعنا!

* * *




حياة
زائفة أحلامها
أمالها ضائعة
كثيرة آلامها
سهامها جارحة
ومع ذاك
يبقى وجودنا
جديرا بابتسامة
أو بعض فرح
رغم ذاك
رغم كل ما انجرح!

* * *



كم من قريب لامنا
في قسوة أهاننا
سرق من قلبنا أماننا
سرق من ورودنا بستاننا
كنا قد رسمنا الطريق
أمامنا
نسمو معا
نرقي به
لله نبني إنساننا
فأراد انتزاع إجابة
لسؤال أسال دمعنا
ولما أتته
ظن الإهانة مننا
وإذا سهامه خلفنا!
لست أنا من صنع الخرافة
لست أنا!

* * *



أيها العابثون
مهلا
...
كفاكم جراحا
كفوا آذاكم
سدوا آذانكم
كفى غدرا بواحا
...
كفى جرحا
كفى طعنا
بمن كان معكم
ود اليوم لو من شركم استراحا
...
كفكفوا أيديكم السود
أو أطلقوها
...



شدوا ألسنتكم
وعلي سنان سهام حروفكم
سمروها
فاقطعوها!
...
ويحكم
أبقلبي تعبثون
لست أنا!
لو تعلمون
ليس أنا
هل تعقلون؟!

* * *



من اقترب
بالنار احترق
...
من شارف الماء
غرق
...
فيا أيها الأبله
استفق!
لست أنا!

* * *




وانتظرَ مني إجابة
وفي صدري حملتها
ما أخرتها
لكنها
كانت سوداء
بالدم نازفة
لا بل خنجرا
في قلبي طويتها
حدبا عليه أخفيتها
...
ثم فاض بي
إذ صار صدري دمدما
وإذا به
يريد سماعها
يريد الإجابة... و
الخنجرا!
...
فيا معشر الكون
أيطلق عاقل شفاء بلسما
علي مسموم
سهم بلقعا؟!
حمّلت رسالتي حماما بيضا
بجناحه طار فرفرفا
ألقى الإجابة
فحسبها إساءة

* * *



ظن الإهانة
ما درى
أن بظنه أهاننا

* * *



لعلي لم أُصِب
ربما
...
ولكن خطأ غير خطأ
وسرِّي كريم
لست مباحا
لست كلأ
فاسكتوا أيها الملأ
لست أنا!

* * *



أردت انتزاع حب
لكن حبي دون امتلاك
...
قلبي كبير
نفسي عزيزة
قد صنتها كملاك
...
فأعلموا هذا
دونه الهلاك!
...
لست أنا!

* * *




لا ينتزع الحب انتزاعا
فهو وحده ملك الإله
...
آه علي قلبي ألف آه
أشكو إلي الله
لا يداوي الجراح سواه

* * *




بقسوة طعن قلبي
فأدماه
لكنه في جرحه
ما اشتكاه
...
ود لو في ود
لاقاه
ود لو في ضيقه واساه
أو في موته بكاه
ود لو كان قال وافرحتاه
ولكن
واسوأتاه
واضيعتاه
...
ضاع الشريد
ضل الصغير طريقه
سقط في بئر بعيدة
وأسفاه!
ولكن لا
لست أنا!

* * *



بلى
حق ما قال تميم
كنت أقولها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها تسر
ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
...
لست أنا!

* * *



واذكري تاء بفتح
والربط احتمال
قد عينته لك
لم أقله تجاوزا
بل أردت "التجاوز"
فلم تأويل الفعال
لست أنا!

* * *



كونيك!
كوني كما كانت التاء
اطردي الوسواس الخناس
عافِ كلام الناس
فهو غثاء
هو كخرقة بالية سوداء
في ليل دامس بلا حراس
...
كوني كما عرفت
سامية الإحساس
...
لو شئت
رأيت الأمر دون التباس
...
لو كان الجبر بذر الحب
فبئس الغراس
لست أنا!

* * *



ومن أنا؟
ما هنتي ولا كنت أنا!
كفاك أنك أنت أنت
لا تذكريني
...
أو فاذكريني مرة
ودعيني
ثم من دفتر الحب
برفق امسحيني
...
ولكن
اذكري ذاك
واذكري أنك أنت
أما أنا
فلست من أردت
لست أنا!

* * *



نعم!
اذكري هذا
واذكري ذاك
واذكري أن الحب نور
...
لو كان صدقا
علينا لا يجور
لو كان أرضا
رغم أنف الردى لا يبور

* * *



باء وألف
يكفيك أنك تاء
فكُفِّي البكاء
وارفعي للحلم اللواء
...
أتسمعين؟
أرهفي السمع
واعلمي لو شئت
أن الحياة سؤال
نداء
أنك بالجواب تكونين
أن الجواب حياة
تاء
فكوني بـِنعم أو كوني بـِلاء
أو امسحي لو شئت
كل حروف الهجاء
...
ولكن قبلها اذكري
سيبقى الود بيننا
لست أنا!