الطاحونة الملعونة

داخل كل منا طفل ينبغى الحفاظ عليه...
ليس فقط لأن كل صغير جميل، ولكن لأن هذا الطفل الذى يمثل نقاء الفطرة فى أعماقنا يمكن أن يهدينا ببراءة إلى سواء السبيل، عندما نجد الطرق من حولنا معوجة باعوجاج الكبار، الكبار فى المداورة، والمناورة، الكبار فى الكذب.
عن نفسى، أغذى هذا الطفل بعدة أساليب، منها أن أردد الدعاء الجميل: «اللهم اكلأنى كلاءة الصغير لا يعرف ما يُراد به وما يريد». وهو ليس دعاء ينفى فضيلة المعرفة، بل يدعو إلى أعمق أنواع المعرفة، أى الإحساس، وبالمفهوم الإسلامى العظيم: استفتاء القلب.
هذا الطفل بداخلى، كما كل الأطفال فى الواقع، وفى دخائلكم، يحب الحكايات الخيالية. ومن بين هذه الحكايات، لا أنسى أبدا قصة ولد وأخته، تيتما صغيرين ولم يترك لهما أبواهما غير رحاة، اكتشفا أنها مسحورة، فعندما يديراها، بصدق وبراءة عمريهما، ودون أن يغذياها بأية حبوب، تقذفهما بشطائر طازجة شهية وكعك بالفواكه والعسل.
ضاعت تفاصيل الحكاية منى، لكننى تشبثت بتلك الرحاة العجيبة، خبأتها عميقا فى نفسى، وكلما عرض لى التباس فى شئون الدنيا، ألجأ إليها، فأجدها تدور من تلقاء نفسها، تتطاير منها شطائر حلوة عند اكتشاف الخير، ولا يصدر عنها غير صوت احتكاك الحجر بالحجر فى وجود الشر، وكثيرا ما يتحول هذا الصوت إلى كلمة واحدة تلخص ما تراه.
...
دعوا رُحى نفوسكم وطفولتكم تدور فى اسألوها بصدق الفطرة، وهى بالصدق تجيب. استفتوا قلوبكم وإن أفتوكم، حتى لا نجد أنفسنا بين حَجَرى طاحونة ملعونة، تواصل سحقنا بالغوغائية والقهر والأكاذيب.
هناك 3 تعليقات:
( دعوا رُحى نفوسكم وطفولتكم تدور فى اسألوها بصدق الفطرة، وهى بالصدق تجيب. استفتوا قلوبكم وإن أفتوكم، حتى لا نجد أنفسنا بين حَجَرى طاحونة ملعونة، تواصل سحقنا بالغوغائية والقهر والأكاذيب. )
جت فى وقتها فعلا .. ربنا يكرمك :)
على فكرة الرسمة بتاعت التدوينة جميلة اوى .. حسيفها عندى :)
بمناسبه هذا الحديث
فاستفتاء القلب ليس في هذا الموضع
اما الذي اعتقد انه يعنيه حديثك ان تعيش صديقا لقلبك وتعيش به وهذا غير الاستفتاء فاذا عشت بقلبك انجلت لك حقائق الحياه وكنونات الوجود فتتعرف علي سره الخفي بقلبك الساميه ورحك العاليه وهذا اعتقد تحكيه هديتك الرائعه السميائي باحد الاشكال وتعلك اياه روح الاسلام الذاخره بالمعاني فسمو الروح يجعلك صافيا وكلما تصفو وزداد نقاؤك زادت مساحه كشف قلبك في الحياه وهذا من ابواب المعرفه الروحانيه والسمو الالهي .
عذرااااا .........
فقد استخفني طرب القلم والحديث الرائع ممعكم وعلي كل ابدعت .....
وفي النهايه * ان من البيان لسحرا *
صحيح يا محمد
إن من البيان لسحرا
لكنه ليس قلمي
الأستاذ البديع محمد المخزنجي
اللينك في آخر التدوينة
- - -
ما قلته أنت يا محمد يعني أن استفتاء القلب دائم، وأنه الأصل في الإنسان، عليه أن يسعى لمعرفة الصحيح، لكنه في كل الأحوال لا يسلم عقله أبدا، ولا يبيع روحه البتة!
إرسال تعليق